أ.د. محمود حسين زيني
هذا شعار ديني كبير له مكانته في قلوب المؤمنين، يعظمون البلد الحرام ويعظمون شعائر الله \”ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب\”. ولكن تعظيم البلد الحرام ليس شعاراً من الشعارات التي لا طائل من ورائها، بل هو واجب بأمر الدين: \”ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه\”. والحمد لله هناك هيئة أو مؤسسة أو قل جمعية تعظيم البلد الحرام. لعلها انبثقت من المجلس البلدي أو هي مندوحة تحت مظلة مجلس المنطقة! أيّاً كان الأمر فإننا نسمع عن هذه الجمعية ونرى مكانها قابعاً على ربوة.
في الخط الدائري للداخل إلى مكة المكرمة من جُدَّة أو جِدَّة، وهذه الجمعية لها قصر منيف مطلّ على مطابخ الباني ويبدو أنها تمارس نشاطاً ما، ولها مطبوعاتها أو أوراقها وملصقاتها وكتيباتها إلى غير ذلك مما يدل على حراك في هذه الجمعية المباركة والحمد لله وربما اجتمعت كل يوم او مرة او مرتين في الاسبوع أو في الشهر في مقرها الدائم الى ما شاء الله، والله أعلم بذلك.
والسؤال الذي يلح علينا معشر المكيين أهل البلد الحرام هو: ماذا على أرض الواقع قدمت هذه الجمعية مما يحقق تعظيم البلد الحرام؟! هل هي على علم بما يجري في البلد الحرام من إساءات للبلد الحرام؟ هل تقوم هذه الجمعية بواجبها، ليلاً ونهاراً في تطبيق هذا الشعار الكبير على أرض الواقع في مكة المكرمة؟ أو أنها تؤدي دورها في المراقبة عن \”بُعد\” هناك واجبات كثيرة منوطة بهذه الجمعية أن تفعلها ولا تكتفي بإطلاق شعاراتها وهواتفها وأوراقها!
ولسائل أن يسأل عن مسألة تقضُّ مضاجع المكيين في البلد الحرام وتتلخّص في أن الراحة والهدوء واختفاء الضجيج أمور يطلب من الجمعية أن تجيب عنها بشفافية وأنها موجودة يتمتع بها كل مكي في حوارات مكة المكرمة وشوارعها.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *