تطوير التعليم.. متى يتحقق ؟

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]ابراهيم معتوق عساس[/COLOR][/ALIGN]

وانا اتصفح جريدة (البلاد) وجدت على صفحتها التي تنشر اخبارا سبق نشرها في الصحيفة نفسها قبل نصف قرن او يزيد على ذلك، وجدت خبرا (عن وجود رغبة لتطوير التعليم مفادها ان وزارة المعارف قد اقتنعت اخيرا بضرورة تطوير التعليم الابتدائي وذلك استجابة للمقترحات التي صدرت من الآباء تفاديا لضعف مستوى تعليم الطلبة الصغار في المرحلة الابتدائية وسترفع جميع المناطق التعليمية تقريرا لوزير المعارف نتيجة ايمانها بهذا الموضوع العام)، ولقد لفت نظري في الخبر امران:
الأول.. ان اولياء امور الطلاب في ذلك الزمان كانوا يهتمون بمتابعة التحصيل العلمي لابنائهم في المدارس وفعلا كانت تلك البيوت مدرسة على الرغم من ان بعض اولئك الآباء لا يجيدون الكتابة والقراءة وبعضهم تعليمه محدود وأحوالهم المادية والاجتماعية بسيطة ولكن وعيهم مرتفع بضرورة الاهتمام بالأبناء والتعاون ما بين البيت والمدرسة من اجل اولئك الأبناء وقد ادى اهتمامهم وحرصهم وقدرتهم على تقديم آراء ومقترحات ناجحة وداعمة لوزارة المعارف جعلت القائمين على شؤون الوزارة في ذلك الزمن الذي لا يوجد فيه اجهزة اتصالات حديثة من حاسب آلي ونت وفاكس وغيرها من الاجهزة المتطورة الموجودة في هذا الوقت من الزمن جعلتهم يتفاعلون مع هذه الاقتراحات وهذا الافكار.
اما الامر الثاني.. فعلى الرغم من مرور كل هذه المدة الطويلة منذ نشر خبر الاتجاه الى تطوير التعليم العام الابتدائي وعلى الرغم من وجود عشرات الدراسات والافكار والاخبار المنشورة عن خطط جديدة اخذ بعضها برقاب بعض وكلها تتحدث عن دراسات لاحوال التعليم العام المتدني مستواه ووجوب معالجة ذلك المستوى في المناهج والمعلم والمباني المدرسية ورصدت مليارات لهذه العملية المهمة التي تعد القاعدة الاساسية لنهضة الامة حيث ينطلق الأبناء من التعليم العام الى التعليم العالي والفني والمهني بجميع تخصصاتها وما لم تكن تلك القاعدة صلبة فإن الانطلاق سيكون ضعيفا او مستحيلا مثل الدجاجة التي لا تستطيع الطيران مقارنة بالصقر المحلق في السماء، ولكن مضت كل هذه العقود منذ نشر الخبر المشار إليه وحتى يومنا هذا ونحن ينطبق علينا المثل الشعبي القائل (تيتي تيتي زي ما رحتي زي ما جيتي) وقد مر على الوزارة منذ نشر هذا الخبر عشرة وزراء آخرهم سمو وزير التربية والتعليم الامير فيصل بن عبدالله الذي انعقدت الآمال بعد الله عليه في وضع خطة متكاملة لانتشال التعليم العام بمرافقه الثلاثة من واقعه الحالي عن طريق خطة متكاملة غير مجزأة تشمل اعادة تقسيم سنوات التعليم العام الثلاث لتصبح اربع سنوات للابتدائية ومثلها للمتوسطة ومثلها للثانوية وان يقوم بالتدريس في المرحلة الابتدائية للبنات والاولاد معلمات من النساء ولا بأس ان يكون كل جنس في فصل او تكون مدارس منفصلة ولكن المعلمات هن الاجدر لهذه المرحلة المبكرة بعد اعدادهن الاعداد التربوي والتعليمي المناسب وان تكون المدارس مناسبة لهذه المرحلة من الطفولة من حيث الملاعب والفصول الدراسية وان تكون مدارسهم مجاورة لمنازلهم لا يحتاجون الى مواصلات وان تكون المرحلة المتوسطة مرحلة فرز للوصول الى المرحلة الثانوية وان تكون مواد المرحلة الثانوية في المجال العلمي والتقني وقليل من العلوم النظرية وان تعاد كل المناهج بطريقة مدروسة ومفيدة.. فهل نرى التطور الذي حلمنا به منذ نحو ستين عاما متحققا على ارض الواقع مع هذا الوزير الامير؟ ام ان سنوات اخرى مماثلة سوف تمر يقرأ من يأتي بعدنا من يعلق على الخبر نفسه وعلى ما تلاه من اخبار فيتحسر على ان شيئا لم يحصل على ارض الواقع، نرجو ان لا يحصل ذلك.
[email protected]