تصنيع السياحة في الباحة
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]جمعان الكرت[/COLOR][/ALIGN]
بعض الدول نجحت في تصنيع السياحة من خلال توفير الاحتياجات التي ينشدها السائح,السكن المريح,الطرق الجيدة, الخدمات الإرشادية, تهيئة المواقع التاريخية والأثرية, مع تقديم الثقافة المجتمعية, ومن بينها المصنوعات اليدوية, والأكلات الشعبية, والفلكلور الشعبي, وتتميز السياحة بأنها صناعة بلا دخان, بتهيئة المواقع -التي تصلح أصلا- لآن تكون ذات استقطاب سياحي, ولدينا في المملكة العربية السعودية مواقع ذات جذب, إلا أنها تحتاج إلى صياغة سياحية تتناسب وظروف الحياة المتسارعة, بمعنى أن السائح للباحة مثلا أو الطائف أو أبها, يحتاج إلى توسيع مفاهيم السياحة ودلالاتها بحيث لا تختلط المفاهيم ,وهذه الخطوة تقوم بها الهيئة العليا للسياحة إلا أنها تحتاج إلى كثير من التكريس منها باعتبارها الجهة المعنية بالدرجة الأولى وكذلك من وسائل الإعلام المختلفة, إذا لا يكفي أبدا التعريف فقط بالمواقع السياحة, ما لم يسبقها استيعاب أكثر للسياحة وماذا تعنيه اقتصاديا, واجتماعيا, وثقافيا, ومتى يحدث التناغم في التخطيط الجيد بين المؤسسات الحكومية وبين المواطن باعتباره الشريك الأهم في إنجاح السياحة. وتأتي خطوات أخرى تتمثل في توفير الطرق السهلة والمريحة وصولا إلى المواقع ذات القيمة السياحية سواء كانت تراثية أو تاريخية أو ثقافية, فالكثير من المواقع التي أظن أنها ذات جذب سياحي في منطقة الباحة ما زالت مجهولة ومهملة أو أنها بعد لم تتشكل كمفهوم ينبغي الاهتمام به, وتسليط الضوء عليه وجعله قيمة سياحية,مثلا سوق حباشة التاريخي والذي لا يقل أبدا عن سوق عكاظ التاريخي, هذا السوق ضارب في عمق التاريخ, إلا انه في غياهب النسيان,أيضا طريق التجارة التاريخي طريق الملك الحميري كمال والذي سٌمي فيما بعد بطريق أبرهة الحبشي لا يوجد طريق معبد يصل إلى هذا الموقع الأثري للتعريف به, أو حتى تقديم خدمات إرشادية لاستكناه صفحات التاريخ القديم, ليأخذ الناس عبرة مما حدث لأبرهة الحبشي وجيشه حين أراد بقوته وصلفه هدم الكعبة المشرفة, مع ربط هذا الحدث التاريخي بالقرآن الكريم, حيث وردت سورة قرآنية وهي سورة الفيل,ونقيس على مواقع أخرى في الباحة والتي تُعد زاخرة كموطن الشنفرى صاحب اللامية الشهيرة, ووائل بن ربيعة أحد أشهر ملوك العرب, وديار أبي ظبيان الأعرج القائد والفارس الذي خاض معارك في صدر الدولة الإسلامية, والراوية أبي هريرة رضي الله عنه وغيرهم, والتعريف أيضا بمزايا العمارة التقليدية في الباحة وهو نمط عمراني جميل بالمحافظة على القرى القديمة سواء في السراة أو تهامة, وان كانت قرية ذي عين حاليا تعد أنموذجا جميلا تحتاج إلى جهود مكثفة لإعادة القرية التراثية إلى سابق عهدها,فضلا عن الموروث الثقافي من رقصات شعبية وأكلات وصناعات يدوية, بتقديم نماذج مبسطة للسائح لتظل ذكرى جميلة عن المنطقة, و أهميته كاستثمار اقتصادي يُحافظ على صناعات حرفية قابلة للاندثار.
الحديث عن السياحة في الباحة حديث ذي شجون, والمهم في كل ما ذٌكر هو تضافر الجهود بين المؤسسات الحكومية والأهالي, لتحقيق صناعة سياحية حقيقية.
التصنيف: