[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]

لازالت المطالبة باستخدام اللغة المحلية أو هي بالأصح \”اللهجة\” الدارجة \”المحكية\” هي المطلب الذي ينادي بتطبيقه البعض، والغريب أن في سبيل اسقاط هذه المطالب تعقد الندوات، وتقام اللقاءات لأصحاب الريادة \”اللغوية الفصحى\” الخائفين عليها، وهذه الدعوات \”للهجة المحلية\” قديمة جداً، ففي الستينات الميلادية كانت هذه الدعوة في أشدها.. وأذكر أن الكاتب والشاعر اللبناني الكبير سعيد عقل أن التقت به تلك المذيعة \”المثقفة\” ليلى رستم في برنامجها \”أهل القمة\”، وعرض على التلفزيون السعودي – أسود وأبيض – وكان سعيد ينافح بأن تسود اللهجة المحلية بدلاً من الفصحى التي انتهى زمانها على حد قوله، وكان البرنامج يستغرق ساعة ونصف الساعة أمضتها السيدة ليلى رستم في إقناع الشاعر – عقل – بفساد فكرته لما يطالب وينادي به دون أن يلين بتغيير موقفه.. فما كان من المذيعة – الذكية – إلا أن تقول له بالنص الذي أذكره حتى هذه اللحظة، وهي تنظر الى ساعة يدها مع ابتسامة خفيفة افترشت وجهها الطفولي:\”يا أستاذ سعيد الآن البرنامج قارب على الانتهاء لقد أمضينا ساعة ونصف في الحوار حول اللغة العربية واللهجة المحلية، وأنت تدافع عن فكرتك بضرورة استخدام اللغة العامية.تعرف يا أستاذ أنك طول هذه المدة من الحوار معك لم تنطق جملة واحدة باللغة العامية أو باللهجة اللبنانية تصبحوا على خير\”.وأنا أقول لكم تمسوا على خير وفي خير.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *