تشرنق أيها المتشدد .. ولكن!!

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]خالد الوحيمد [/COLOR][/ALIGN]

من الخطأ التكهن على مجتمع أو شخصنة أفراد بالكفر بمجرد اختلافه الظاهري عن ديني، وتصريح ذلك أمام عامة المجتمع سواء الإسلامي أو غيره،حيث نحن الان في قرية إلكترونية صغيرة، تستطيعين عزيزتي القارئة وأخي القارئ تتبع كافة المجتمعات والعرقيات بدقائق.
وعلى هذا الأساس سمعنا نفراً من رجال الدين المتشددين مناداتهم ومعارضتهم الشديدة حول زيارة رئيس وزراء بريطانيا ورئيس فرنسا كلية دار الحكمة في جدة، ووصفهم بهذه المناسبة بالتفسخ والسفور والكفر لمجرد الحوار مع الأكاديميات والطالبات مع الزائرين.
أهذا منطق ؟ أم قوة بائسة لا تستطيع تحريك أجزائها الفكرية بحكمة وتعقل، بل تنم عن خللٍ جذري داخل المنظومة الفكرية نفسها. حيث لو استعرضنا بعض المهاجمين، فنجد عبدالرحمن البراك دائماً وأبداً مهاجماً لأية حركة تنويرية تساهم بثقافة المجتمع وتحضره في سبيل وحدة وطنية راسخة . وليس هذا وحسب بل مسألة تكفير الشخصيات بسيطة لديه، برغم جل الأنبياء عليهم السلام لم يكفروا أحداً حتى من تصدى لدعوتهم بعنف، بل تركوا الأمر لله هو العالم بقلوب البشر. وأما أخونا بالله عوض القرني الذي سمعنا صوته في \”برنامج حراك\” بوصفه على الحدث تدخل بشؤون المرأة السعودية، وأخذ يستعرض تاريخ فرنسا وبريطانيا في الاستعمار، لست اعرف ما علاقة التاريخ الاستعماري بهذه الزيارة وما مدى تدخلهم بشؤون المرأة السعودية بنظره كم ذاقت المرأة السعودية البؤس والمرارة في حياتها بسبب أفكارٍ لا جذور لها في المبادئ والقيم سوى الوهم ومطاردة السراب.
أعزائي القراء من الطبيعي أي حاكمِ دولةٍ أو ملكٍ زيارةُ جامعةٍ ذات مستوى عالٍ من الرقي، وهذا يعد بروتوكولا دوليا يخدم المصالح السياسية والاقتصادية معاً. حيث زار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عدة جامعات عالمية،ولم نسمع صرخات متطرفة تناهض زيارته، بل العكس ترحيب عالٍ ذو مستوى مشرقٍ يحمل في طياتهِ النور والسلام.
وهنا انوه على أي قارئ يحب وطنه وقوميته ألا يلتفت لهذه المسائل، ويتسرع في اتخاذ نظرية لا أساس لها من الصحة، وألا يجعل من أصحاب الكلمة المنغلقة والضيقة سراجا منيرا ينير دربه. بل الواجب الحفاظ على سمعة البلد وحفظ أمنه والبحث عن حلولٍ تعالج المعوقات التي تصطدم بوجه التقدم والحضارة، فدائماً التطرف ينبع من كلمةٍ شاذة غايتها التفرقة وزرع الخلافات السطحية لتكون متصدعة بعدها يصعب حلُها.
اليوم البلد في حراك ثقافي متقدم نحو الرقي لتحسين صورة الإسلام الحقيقية السمحة، من خلالِ أنشطةٍ فكريةٍ في بناءِ مراكز ذات توعيةٍ تقدمية من إجراء حواراتٍ مع كافة الديانات والثقافات الأخرى من أجل تضييق الفجوة والاختلافات بين المجتمعات الإنسانية التي زرعتها أيدي الجهل والتخلف ردحاً من الزمن، وإذا كانت هذه الأيدي لا تحبذ ذلك من الأفضل التشرنق حول ذاتها فقط تاركةً الخلق للخالق.
تحيتي للجميع.
<[email protected]>

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *