[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]صالحة المنصور[/COLOR][/ALIGN]

تشابه المدن في التخطيط العمراني وتصميم المباني لايجعل هناك اختلافاً بين المدن ومحافظاته فعند زيارة زائر من خارج المملكة لايجد أن هناك فرقاً بين المدن في اللوحات الإرشادية التي تدله على أنه دخل المدينة ,ماعدا الاختلاف الواضح في المدن الجبلية والبحرية بسبب طبوغرافيتها ,إن لكل مدينة من مدن المملكة ثقافة وهوية تميزها عن غيرها ,فلقد تغيب دورها كثيراً في معالم المدينة وعمرانها ,وأمانات المدن لم تجعل لها دور بارزاً في تخطيط مدنها ,أوحتى في مدخل المدينة شيء يمثل جزءاً من ثقافتها وتكون لمسة توضح أن لهذه المدينة هوية ,وليس فقط الاهتمام بحداثة العمران والتصميم حتى تكون على مصاف المدن المتطورة.إن من المعروف أن لكل منطقة من مناطق المملكة لهجة مختلفة عن غيرها وهذه اللهجات تتفرع وهي تمثل اختلاف ثقافة كل منطقة,فكيف للمدن أن تكون سيامية الطراز وهي مغايرة عن الأخرى ,هذا مانراه في تشابه المدن و أيضاً قلة الاهتمام بالبيئة الصناعية التي تفقدها جزءاً من صحراويتها وتغير شكلها حتى يتمكن سكان المدن من المتعة في مناظرها ومظهرها الخارجي ,ومن الملاحظ فإن التشبيه قد يكون بين الأشخاص عندما يكون قادماً من مدينة أخرى فيسأله ممن يجهل المكان (بكيف)وهو يريد وصفاً لها وقد يجيب الآخر بعبارات مختصرة بأنها لاتختلف عن غيرها ,فهذا التشابه صار حديثاً لكل من يصف المدن ,فمسؤولية التغيير ليست على المستثمر وان المهندس يلبي رغباته وإنما أيضا تقع على عاتقهم وعلى أمانات المدن في تطويرها بشكل لايخرجها كثيراً عن ثقافتها وتراثها القديم ,الذي انطمس ولم نشاهده إلا في احتوائه للقطع الأثرية القديمة ,فكيف يمكن للمدن أن تخرج من بوتقة التشابه.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *