تسويق الأفكار هاتفياً

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. رؤوفة حسن [/COLOR][/ALIGN]

الترويج للفكر هو مهمة الاعلام مثلما هو مهمة الاعلان في زماننا المعاصر، ومهمة كل مؤسسات التنشئة الاجتماعية في كل الأزمان. لكن وسائط الاعلام الحديثة جدا وهي ما يسمى \”نيوميديا\”، بما تتسم به من اختصار ودخول مباشر في المواضيع يجعل طريقة تسويق الافكار تأخذ بعدا جديرا بالتفكير.
فالمسألة هنا هي البيع وليست القيمة الفعلية للفكرة. فالقيم صارت مسألة شخصية وهذه الوسائط بقدرتها ان تكون في كل يد تمزج بين البعد الجماعي في التسويق والبعد الفردي في التوصيل. ذلك ان كل فرد يمتلك هنا حرية الشراء وبذخ التسوق، فالفكرة الخاضعة للبيع هي فكرة من مجموع سلع فكرية تملك كمشتري الحق في الإختيار. كلما على المشتري ان يفعله هو أن يضغط على زر الموافقة ثم يدفع الثمن عند مجيء الفاتورة، أو يدفع الفاتورة بنظام البطاقة المدفوعة مسبقا.
عالم من التسهيلات يدخل في جوهر العولمة ويساوي بين كل الناس من متوسطي الدخل فما فوق، بكل اللغات في القدرة على امتلاك الآداة الوسيطة وشراء كل ما هو قابل للتسليع. وخدمة هذه الآلة قد اثبتت أن كل شيء فعلا قابل للتحول إلى سلعة.
الهاتف المتحرك:
كان في البداية هاتفا، محمولا بالمقارنة مع الهاتف الذي اعتدناه منذ اختراعه والقابع في البيت أو المكتب، لا يقوم بخدمتك الا وانت جواره. وكان حدثا كبيرا عندما سهل حمله وشكل فارقا كبيرا عندما خف وزنه وانخفض ثمنه.
لكن بداية ثورته كانت عندما ظهرت له شاشة وصارت تسجل الحروف، وشيئا فشيئا تحولت بعض زوايا ذاكرته الى موقع لحصيلة من الآلعاب تسلي الصغار واليانعين وتجذب جمهورا جديدا لامتلاكه. وسرعان ماصارت تنظم اليه خدمات الوسائط الأخرى بامكانية الاستماع الى الموسيقى او الاناشيد أو آيات الذكر، ثم امكانية التكاتب أو الحوار المكتوب أي الدردشة مع شخص أو جماعات بتكلفة أقل.
وظل هذا الجهاز يواصل انتشاره بسرعة خارقة كلما أضاف وسيط جديد إليه، فحقق انتصاره عندما زادت امكانياته في مشاهدة الصور والتصوير ومتابعة الافلام والمسلسلات واخيرا انزال البريد الالكتروني والتصفح في فضاء الانترنت، وتجهيز الرسائل الشخصية أو العامة وإرسالها لكل الناس عبر توصيلها الى مواقع لها جماهيرها الغفيرة من كل مكان في الأرض.
الهاتف المحمول متعدد الوسائط وسيلة اعلام مختلفة لم يستطع بعد منظري الاعلام التقليدي الذي كنا الى عهد قريب نسميه الاعلام الحديث بالتنظير له بعد بما يتناسب مع قدراته. فالنظرية تحتاج الى ثبات ما يتم التنظير له، لكن هذا الوسيط في حالة انتقالية مستمرة لا تساعد التنظير.
المهم هو الكيفية التي تستفيد شركات الاتصالات من خدماته للتسويق والبيع، آخر إعلان يقول بثمانية عشر ريال يمني يمكنك إرسال أو استقبال أغاني أو مواعظ أو نكات أو تهاني.
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *