تزوج على حتى ينجب ثم … ! (حدث بالفعل)
لا أعرف كيف أبدأ كتابة كلماتى فقصة اليوم وقعت أحداثها بالفعل فى أحد الدول ، أبطالها ثلاث وجوه فقط رجل وإمرأتان والمجهول … !
كان يكد ويعمل ويشقى حتى يستطيع توفير بعض الأموال حتى يتزوج من الفتاة التى عشقها ، أحب كل تفاصيلها ، رسم الحياة معها حتى كان يشعر فى خطواته نحوها أنه يطير من على الأرض ، كان حباً حقيقياً وأخيراً توج بالزواج من محبوبته ، عاشا معاً فى سعادة بالغة لم يتخيل أى طرف أن للقدر والزمن مفاجئة لم تكن فى الحسبان
بعد مرور عام ونصف من الزواج السعيد بدأ الحال يتبدل بسبب عدم حمل الزوجة بعد هذه الفترة ، وبسبب نظرات تحمل الكثير من التساؤلات والحيرة فى عيون الأخرين قرر الزوج أخذ زوجته وعرضها على أحد الطبيبات ، فى ليلة شتاء باردة داخل العيادة أخبرت الطبيبة الزوجة بالأمر الذى يقع على مسامع أى إمرأة كالصاعقة ” لديكِ عقم يمنعك من الإنجاب ” لم يتخيل أحد فى هذا الوقت ما الذى شعرت به المرأة تحاملت على نفسها ووقفت حتى تخطوا إلى منزلها الذى أصبح مصيره مجهول كانت تتقدم والأرض تدور من تحتها لأول مرة تشعر بالشتاء الحقيقى الذى يخترق العظام
لم يسعف قلبها الذى توقف عن النبض إلا لمسة من يد زوجها الذى طالما أحبته يخبرها فيها أن كل شيئ سيكون على ما يرام وحدثها بنبرة دافئة تطمئنها أنها ما زالت ملكة على عرش قلبه ، إحتضنها وهو بداخله حزن يكتسح قلبه بسبب القدر الذى هدم كل أحلامه فى لحظة
مرت الأيام ولكن إحساس الأبوة داخله كان يحركه تجاه حلم إنجاب طفل ووسط تحدث الجميع عن حقه كرجل أن ينجب وجد ما يعزز موقفه ويجعله يتزوج على زوجته التى احبها ، ذهب إلى زوجته ليمسك بيدها لتطمئن وقال لها أنه يريد الزواج فقط للإنجاب ولكن قلبه ليس ملك إلا لها فهى الحب الأول والأخير ، ووسط دموع الضعف والحرمان وسلب الإرادة وافقت الزوجة المغلوبة على أمرها على زواج زوجها من أخرى
أسرع أخيه إلى ترشيح إحدى الفتيات له للزواج منها وبالفعل تزوجها دون أن يدرى ماذا يخبئ له الزمن من صفعة قوية تعلمه الرضا بقضاء الله وقدره ، عاش فى سعادة مع الحسناء التى ستحقق له حلم الإنجاب وبدأ يوم بعد يوم فى إهمال زوجته الأولى خاصة بعدما علم بنبأ حملها السعيد
مرت الأيام على الزوجة الأولى وكأنها سنين ، تمنت لو أنها لم تقابل هذا الرجل الذى أصبح غريب عنها من الأساس ، من أين له كل هذه القسوة ولماذا يحاسبها على شيئ لا دخل لها فيه ؟؟ ظلت الزوجة المغلوبة على أمرها تعيش داخل منزلها الكئيب الذى إختفت منه ملامح الحياة على أمل أن تعود الأمور إلى طبيعتها وتصحوا من هذا الكابوس المزعج
على الجانب الأخر عاش الزوج السعيد أجمل أيام حياته بعد أن وضعت زوجته مولودها ، حمل صغيره وكان قلبه يحمله قبل يداه لم يصدق أن حلمه تحقق أخيراً وأصبح أب ، مشاعر الأبوة لديه غلبت كل شيئ ومن أجلها لم يكترث على أى قلب سيمر حتى يصل لهدفه وحلمه المنشود
مرت الشهور والسنين فى سعادة غامرة ناسياً تماماً ان له زوجه لها حقوق وواجبات تبكى بدل الدموع دماً على ما وصلت إليه بسبب أنانيته المفرطة فهو بخل عليها بكل شيئ مشاعره وأمواله وزياراته حتى عندما كانت تمرض كانت تستنجد بأحد أشقائها لإنقاذها فهو لا يكترث لأمرها
وفى ليلة قررت عدالة السماء أن تنتصر لهذه المسكينة الضعيفة التى لا حول لها ولا قوة ، ذهب إلى منزله فى وقت مبكر من العمل ليفتح باب منزله السعيد ليشاهد المفاجئة التى زلزلت كيانه ، وجد زوجته فى أحضان رجل غريب لم يتعرف عليه إلى عندما إلتفت ونظر له فإذا به يجد أخيه فى أحضان زوجته !!
لحظة توقف عندها الزمن طويلاً وغيرت مسار حياته للأبد فأخيه الذى يحبه والذى سعى جاهداً لإتمام هذه الزيجة له حتى يراه سعيداً فى حياته هو نفسه الرجل الخائن الذى ينهش فى عرضه وشرفه أثناء غيابه ، لم يدرى بنفسه إلا وهو داخل أحد غرف العناية المركزة بأحد المستشفيات الكبرى ولكن لم تستطيع العقاقير ولا الأجهزة الموضوع عليها أن تعيد لقلبه الحياة فهو فقد حياته للأبد فى لحظة تعسيه جرده الزمن فيها من كل شيئ
بعد مرور فترة من الوقت إستطاع أن يستجمع قواه وينهض من على فراش المرض ليذهب لينتقم من الزوجة والأخ الخائنين ، ذهب مسرعاً إلى منزله لينتقم منهم ويسيل دمائهم ولكنه لم يجد أحد ، ذهب إلى منزل أسرته ليقتل أخيه الذى إستباح عرضه وخان أمانته فلم يجده فهو أخذ حبيبته التى سعى إلى القرب منها عن طريق تزويجها لأخيه حتى لا يشك بأمرهم أحد وهربا بعيداً فى مكان لا يعرفه أحد لكن أثناء بحثه وقعت عيناه على طفله ، هذا الطفل الذى لطالما كان يراعيه ويهتم به ، ساورته الشكوك تجاهه حتى تحولت كل مشاعر الحب تجاه الطفل إلى مشاعر كره عميق فهو بنى أحلامه فى مدينة السراب وشيد قصر من التراب
وقبل أن ينتقم من الأم الخائنة فى طفلها همس إليه أحد الصالحين أن يقوم بعمل بعض التحاليل حتى يتأكد من أنه طفله فلا ذنب له فى خيانة أمه وعسى أن تكون خيانتها إنقاذاً لطفل من هذه الأم الغير أمينة عليه وعلى تربيته ونشأته نشأة صالحة
إستجمع الأب المكلوم قواه وذهب بالطفل ليقوم بعمل تحاليل تبين هل هذا الطفل من صلبه أم من صلب أخيه الخائن أو أخر لا يدرى عنه ، فكانت الصاعقة الأكبر أن الطفل ليس إبنه بل إبن شقيقه فهو عقيم لا يستطيع الإنجاب !!
لم يصدق نفسه من هول الصدمة وذهب لأكثر من طبيب حتى يتأكد من حقيقة الأمر ولكن أجمع الجميع على أنه لا ينجب أبداً ، ومر أمامه تلك الليلة التى ذهب بها إلى زوجته المنسية للطبيبة حينما أخبرته بالأمر ونسى تماماً فى أنانية مفرطة منه أنه أيضاً إن ذهب للطبيب ليوقع عليه الكشف الطبى سيجده عقيم ولكن انانيته جعلته لا يفكر إلا فى نفسه
نزل إلى الشارع يمشى فى الطرقات لا يدرى أين يذهب أو ماذا يفعل فكر فى الذهاب لزوجته الأولى ولكن ضميره لم يشجعه على الذهاب لها ، فما كان منه إلا أن أجهر على الطفل المسكين الذى لا حول له ولا قوة بالطعنات التى وصلت إلى 62 طعنة فى جسده الصغير لتزهق روحه على الفور ، بين جدران السجن جلس للتحدث مع أحد المحطات الفضائية ولكن لم يلمح أى أحد نظرة ندم فى عيناه فهو يأمل أن تمضى الأيام سريعاً حتى يعود فى الطريق سريعاً لإستكمال الطعنات فى جسد شقيقه الخائن وزوجته
وهنا يجب أن يعرف كل شخص أن ما كتبه الله له فيه حكمة قد لا نعلمها إلا مع مرور الوقت ولن ينفعنا الندم وقتها فالإعتراض على أقدار الله المحسومة لن يذهب بصاحبه إلى الهاوية
التصنيف: