تركيبة جديدة وسلُطة أكيدة
ياسر أبو الريش
وسط أجواء احتفالية وإقبال وصف بأنه غير مسبوق, يواصل الناخبون في مصر الإدلاء بأصواتهم في انتخابات مجلس الشعب, هذه الانتخابات ليست كسابقاتها، فهي فرصة للأحزاب الجديدة التي لم تتوافر لها الفرصة في عهد مبارك كما أنها فرصة للأحزاب التي تكونت بعد الثورة, فجماعة الإخوان المسلمين التي كانت محظورة في عهد النظام السابق أنشأت حزب الحرية والعدالة الذي يخوض الانتخابات بعدد غير مسبوق من المرشحين، وذلك رغم ضيق فترة الإعداد للانتخابات إلا أن الإخوان القوة السياسية الأكثر تنظيما في مصر تطمح أن تحقق فوزا حاسما في الانتخابات وهذا ما يؤكده المتابعون.
لكن منافسين جددا مثل حزب النور السلفي وحزب الوسط الإسلامي المعتدل لديهم حملات انتخابية معدة جيدا وربما يقتنصون أصواتا من جماعة الإخوان مما يجعل المنافسة قوية، في حين تأمل الأحزاب الليبرالية واليسارية، التي تجمعت في تحالفين انتخابيين رئيسيين هما الكتلة المصرية والثورة مستمرة أن تحصل على عدد من المقاعد يؤهلها للتأثير سياسيا.
ومن جانبهم يؤكد المحللون أن الإقبال الكثيف في تلك الانتخابات جاء نتيجة لأن البعض يريدون الاستقرار، والبعض الآخر من هذه الأغلبية التي لا علاقة لها بتيارات سياسية، ذهب تخوفا من سيطرة تيار بعينه على مقاليد الحياة في مصر، وجزء ثالث ذهب لأنه شعر بأن التغيير أصبح واجبا.
وفي ظل تخوف الكثيرين من حدوث أية مخالفات في أول انتخابات حرة في مصر منذ عشرات السنين يقف آلاف المصريين بآلات التصوير والهواتف المحمولة لمساعدة المراقبين في كشف المزورين والمتلاعبين.
وقد أجمع خبراء وسياسيون على أن نتائج هذه الانتخابات ستكون مفاجأة غير ما كان متوقعا قبل إجرائها، وهذه المفاجأة ستكون، كما أكد الخبراء، في حصول التيار الإسلامي إخوانا وسلفيين على أغلبية البرلمان القادم، كما ستشهد ولادة قوى سياسية أخرى ستؤثر في المشهد السياسي المصري.
البرلمان القادم من المتوقع أن يمثل كافة الأطياف السياسية، ولكن بدرجات مختلفة، وهذه طبيعة الانتخاب بنظام القائمة النسبية، فهو يتيح الفرصة للتمثيل لكل الاتجاهات السياسية، ولكن بنسب متفاوتة.
باحث في السياسة الدولية
[email protected]
التصنيف: