تركيا ومصالحها الإقليمية
تركيا وما أدراك ما تركيا فعين على الشرق وعين على الغرب واكراد تتخوف من دولتهم وحزب يرغب في أن تخرج تركيا من علمانيتها وإرثها التاريخي وهي حائرة لا للشرق ولا للغرب لا هوية لها فهي تدعي العلمانية ويقودها هوس ورغبة في العثمانية والخلافة المريضة المعتلة اعتلال الرجل المريض كما اطلق عليه الغرب . تركيا ليست في الحاضر او في الماضي حاليا فهي حائرة متذبذبة مترددة لا تعرف أي طريق تسلك ، او اي طريق تختار. فهي لداعش راغبة لكي تتخلص من الأكراد ومن داعش خائفة فداعش ضد شعاراتها العلمانية او العثمانية. دولة حائرة ضاع من قدمها الطريق ويشب في قلبها حريق يتنازعها الماضي والحاضر ورفض للعثمانية وتراثها ورغبته في نفض هذا التراث لتلحق بأوروبا ، في حين ان قادتها يحنون للتراث الذي ثار عليه ابو الأتراك ويرغبون في الماضي السحيق البعيد عن الحاضر والواقع.
تركيا عندما تنظر لمصالحها الاقتصادية تجد ان مصالحها مع إيران خصمها الذي ينازعها النفوذ . كما أن إيران تتربص بتركيا لتخرجها من المنافسة او لتحيدها كي لا تكون تركيا قوة إقليمية مؤثرة . وبعض الدّول في المنطقة لا تفكر الا بمنظور الرغبة في الظهور والتميز ولو على حساب المصالح القومية والوطنية ، ودوّل كانت تعول على أن تكون جزءاً من خلافتها العثمانية فأطاح بهذه الأحلام ثورة أعادة الأمور لنصابها . والباحث في الشأن التركي يجد أن تركيا تبتعد عن العوامل التي ساعدتها في النمو الإقتصادي والازدهار وذلك بسبب رغبتها وأحلامها في السيطرة والهيمنة ولا تدري بذلك ما تخسره على المدى المتوسط والطويل من خسائر اقتصادية ، فالاقتصاد لا يعرف التردد أو ضياع التخطيط. أمام هذه التشابكات والتعقيدات يتضح مدى الضبابية التي تعاني منها تركيا . لهذا نجدها صديقا لإسرائيل وصديقا لحماس . وعدوا لليونان ومالطا وحليفا للغرب وعضوا في الحلف الأطلسي وعينا على دول الخليج وعينا على إيران لمصالحها الاقتصادية . والسياسة وفنها في إدارة المتناقض والتوفيق بين المتناقضات بشرط وجود استراتيجية ونظر مستقبلية تمكّن من الجمع بين المتناقضات أما في ظل غياب الاستراتيجية فذلك ضياع ما بعده من ضياع وتلون وتشكل لا يعرف له إيقاعه ولا رتم . يحتار معه الصديق والمخالف . التلون وأحلام الماضي لا يحقق نموا اقتصاديا بل يؤدي الى استنزاف الاقتصاد وضياع الاستراتيجية وانعكاس ذلك على التعليم والتطلعات الشعبية وطموحات ورغبات المواطنين . في ظل مثل هذه الحالة يصعب تسويق تركيا كنموذج للديموقراطية الشرق أوسطية ويحتم ذلك على صانع القرار السياسي التركي الالتزام بالعلمانية التركية التي ساهمت في نهضة تركيا بدون أن تفقد هويتها بعيداً عن حركيّة الإخوان وعثمانية الرجل المريض. لذلك من أجل ان تحافظ تركيا على مصالحها في المنطقة يجب أن تتخلى عن الحركية وخلق الأعداء او الخصوم والاعتماد على الكيانات وليس الحركات والبعد عن الفوضى الخلاقة لانها أول من سوف يصطلي بنارها ، فالاقتصاد لا يتحمل الأيديولوجيات بل ينزف معها سواءً كانت ايديولوجيات دينية او فكرية او عنصرية.
التصنيف: