تربية الحيوانات المفترسة وسيلة تفاخر أم إنذار خطر
إنتشرت فى الآونة الأخيرة بشكل كبير ظاهرة تربية الحيوانات المفترسة بالمنازل، وأصبح يتداول الكثيرين بشكل شبه يومى مقاطع لأشخاص يقومون بتربية حيوانات مفترسة بالمنازل وهو أمر لا أعتقد أن الكثيرين سيعترفون أنه هواية من الهوايات المعترف بها أو حتى المقبولة
تربية الحيوانات المفترسة بالمنزل سلاح ذو حدين، فهى ظاهرة يجب الوقوف عندها، خاصة وأن لها أضرار جسيمة بعيداً عن التفاخر وفرض القوة والسيطرة على الأخرين، أضرار تربية تلك الحيوانات قد تصل للموت، بسبب إستحالة ترويضها مهما بلغ المدرب خبرة، فلا يخفى على أحد ألاف الحوادث التى حدثت وما تزال تحدث راح ضحيتها أشخاص لا حول لهم ولا قوة، ولعل أبرزها كان حادث قرية “كفر حميد” بمركز العياط محافظة الجيزة جنوب القاهرة، بعد أن هرب أحد النمور الخطيرة من مزرعة أحد الأشخاص، وقام بمهاجمة أهل القرية وفتك بفتاة صغيرة تبلغ من العمر 9 سنوات لتموت فى الحال دون أى ذنب إقترفته
فى واقع الأمر وبعيداً عن الأضرار والمحاذير الصحية والإجتماعية وخطورة وقوع المحيطين ببراثن تلك الحيوانات المفترسة، نجد أننا الأن أمام تجارة مغلفة بإسم الهواية، فأسعار بيع تلك الحيوانات تصل إلى أرقام خيالية لا يتوقعها أحد، ما يحقق حلم إمتلاك ثروات طائلة فى وقتٍ قصير، ناهيك عن إستغلال بعض الخارجين عن القانون لها للترهيب والتهديد وتصفية الحسابات
رغبة البعض فى التميز عن غيرهم تجاوزت المألوف والمقبول، فتلك الهواية من الأساس ظاهرة مرفوضة إجتماعياً ودخيلة على مجتمعاتنا وتقليد لثقافات أخرى تختلف كل الإختلاف عن طبيعتنا، أصحاب تلك الحيوانات يرون أنها هواية ترفيهية لكنها بالحقيقة ظاهرة خطيرة تهدد المجتمع وأرواح المحيطين وأمر يخرج عن نطاق الحرية الشخصية فالحرية تتوقف عند حرية الأخرين
السيطرة بشكل كامل على الحيوان سواء كان أسد أو نمر أو غيره من الحيوانات أمر مستحيل، فالخطأ وارد وهنا أصبحنا أمام كارثة متحركة فالخطر لا يقتصر على أهل المنزل فقط بل على المنظقة بالكامل، تقع الكثير من الحوادث للمدربين بحدائق الحيوان والسيرك حول العالم، فكيف الحال إذا عن تواجد تلك الحيوانات فى أماكن لا تلائم طبيعتها وغير مؤهلة وتفتقر لوجود مختصين فى المجال
يجب المتابعة والتشديد وفرض العقوبات على كل من يقتنى تلك الحيوانات لخطورتها على المجتمع، وكذلك لمنع وصولها لأشخاص غير مؤهلين للتباهى بها، فى الوقت الذى يتعرض حتى الحيوان نفسه للأمراض والأوبئة فهو مضطر للتأقلم مع بيئة غير التى خلق بها، مما يعرضه للمرض وبالتالى ينعكس ذلك على البشر
عزوف بعض الشباب عن تربية الحيوانات المعتاد تربيتها بالمنازل كالكلاب والقطط وحتى الخيول والإتجاه للحيوانات المفترسة ظاهرة مقلقة، فهؤلاء يفتقرون للخبرة بجانب أن الحيوان تختلف تربيته عندما يكبر، فالحيوان الصغير يتحول فيما بعد لحيوان مفترس يهدد الأرواح
أتمنى وضع قوانين للحد من تلك الظاهرة، التى إستغلها البعض كنوع من التجارة الرابحة بإسم الهواية وأخرين إستغلوها لإثبات الذات ولفت الإنتباه والفئة الأكثر خطورة بينهم التى إستغلت تربية الحيوانات المفترسة لتصفية الحسابات وإعتباراها وسيلة خطيرة للتهديد
وهناك الكثير من الفتاوى التى تنهى عن تربية تلك الحيوانات بالمنازل لخطورتها على البشر وعدم وجود فائدة منها، فضلاً عن الأضرار الجسيمة التى تتسبب بها لأنها حيوانات لا يؤمن إنفلاتها وإضرارها بالناس
التصنيف: