هكذا تبدو الإدارة الأمريكية الجديدة ، فمن هو الرئيس القادم الذي نجح في الانتخابات الأخيرة ، وهو في طريقه لدخول البيت الأبيض من أوسع الأبواب ، في انتخابات حرة ونزيهة ما لم يثبت العكس ، في الوقت الذي تسقط فيها أي احتمالات أخرى ، مهما بلغت دقة المحلل السياسي وقدرته على قراءة نتائج أصعب الانتخابات الأمريكية ،

في تاريخ دولة عظمى بحجم الولايات المتحدة الأمريكية ، ومع غرابة هذه النتائج ألاّ أنه لا يمكننا إلاّ أن نبارك الناخب السياسي الأمريكي ، ونشاركه اختياره في الوقت الذي نحترم تحفظات الآخر ، على شخصية الرئيس دونالد جون ترامب ، وكل من له علاقة بالتركيبة السياسية التي جاءت به.

كرئيس دولة منتخب يُعد الرئيس الخامس والأربعين في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية ، وأن عُرف كرجل أعمال وملياردير أمريكي ، وشخصية جدلية ذات كاريزما أكثر خصوصية ، ساهمت في وصوله لهذه المواقع البارزة عوامل عدة ، ليكون من مشاهير العالم وفي الولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص ، في زمن لا يعترف إلاَّ بالثراء والقوة بأشكالها المتعددة ، المسموح بها عالميا أما ماعدا ذلك فهي قابلة للتفاهم ، ما لم يغلب على الطرف المقابل المزاجية والانفعال ، كأخطر القرارات السياسية التي أدت لإشعال الشرارة الأولى للحربين العالميتين الأولى والثانية ، بحسب ما يتردد على ألسنة شهود العصر.

وأمام هذه المؤشرات لابد من التوقف كثيرا ، وفق الممارسة الفعلية على أرض الواقع ، وكشف حسابات تحليلية ، لعدد من الخطابات الفضفاضة في وجهها المعتم ، وفي وجهها الآخر الأكثر عتمة ، لونٌ من الكراهية والتطرف ضد كل عربي ومسلم ، دون النظر للأيدلوجية التي ينتمي إليها ، والتي من خلالها تُعرف شخصيته وخلفيته الثقافية ، وهو ما يُؤكد وجود مسارات متعددة ، لتصحيح الأخطاء والاتهامات المتداولة ، ببرامج هادفة أكثر وعيا يتفاعل معها الآخر ، بعيدا عن أساليب التلميع وتبرير بعض المواقف السلبية ، وهي ما يثير الشكوك وسوء النوايا.

في ظل اختلاف الثقافات والأنظمة ، بين مجتمعاتنا العربية والإسلامية، مقابل مفارقات كثيرة لدى المجتمع الأمريكي ، تمثل في مجملها مجموعة من القيم المجتمعية ، التي لابد من حضور عنصر التبادلية ، بين كافة طرفي المعادلة في مفهوم الاحترام ، وهناك مساحة شاسعة بين التشدد والتسامح ، تعطي المزيد من التفاؤل والفرح ، فرئيس الولايات المتحدة الأمريكية الجديد ، حريص على مبدأ التسامح مع شعبه على وجه الخصوص ، ومع بقية الشعوب والدول التي ترتبط مع بلاده بأواصر الصداقة ، وبناء علاقات تحكمها روابط تاريخية ، كما هو حرصه على اختيار أعضاء حكومته بالقدر الذي يمكنه من قيادة بلاده بتميز يُسَهِّل مهمته كرئيس دولة.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *