تدخل أجنبي أم إنقاذ إنساني؟
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبد الرحمن البلي[/COLOR][/ALIGN]
على غير العادة هللت الشريحة الأكبر من الشعوب العربية بخبر إحتمال حدوث ضربة عسكرية تقوم بها قوات أجنبية ضد نظام عربي , حدث له مايبرره بالطبع , فنحن نقف أمام نظام فاشي تفنن طوال عامين ونصف في قتل شعبه بشتى الوسائل والطرق وسط صمت دولي تخللته بعض المحاولات الخجولة التي لا تصل حتى إلى منح كهل سوري فرصة أن يقضي ما تبقى من أيامه الأخيرة على فراش دافئ من حوله يجلس أحفاده , في سوريا ليست فقط الحياة مرعبة بل حتى الطريقة التي يموت بها البشر هناك هي أشد رعباً , في سوريا تساوت الحياة بالموت لدى الأطفال والنساء قبل الرجال فهل من المنطقي أن يسأل صحفي ما مواطن سوري يسكن أحد أحياء درعا عن رأيه حول حدوث ضربة عسكرية تجاه من يقصفه بالبراميل والصواريخ يومياً وهل يعتبر ذلك تدخلاً أجنبياً ؟ وحدهم السوريون من بإمكانهم إجابة وإقناع العالم بأكمله عن حاجتهم لحدوث هذه الضربة بشكل عاجل , في بريطانيا التي خرجت مثقلة بخسائر جمة من حرب أفغانستان وهي التي قد أعلنت عن إنسحاب قواتها في العام المقبل رفض مجلس\” العوام\” منح حكومة كاميرون الضوء الأخضر للمشاركة في الضربة العسكرية ضد النظام السوري , لطالما أتهم الغرب بأنهم لا يفهمون واقعنا العربي بالطريقة التي نريد منهم نحن العرب أن يفهموها , لكن ماذا عن دول عربية كالسودان وتونس والعراق تزبد وترعد رافضة وجود أي تدخل عسكري بدوره أن ينهي معاناة ملايين السوريين وهي التي إكتفت بالفرجة طوال أعوام الثورة السورية الماضية بإستثناء الحكومة العراقية بالطبع والتي بعد أن كانت تتهم النظام السوري بإرساله للمفخخين ووقوفه خلف التفجيرات الدموية التي كانت ومازالت تسرق أرواح أهالي بلاد الرافدين أصبحت حكومة حليفة ترى في بشار الأسد الملاك الطاهر أما معارضيه فهم عبارة عن شياطين ، التدخل الإنساني المتمثل بالضربة العسكرية ضد نظام الأسد أوجدت بعض الصراعات على طاولة الجامعة العربية في القاهرة ، لايمكن إيجاد تفسير منطقي وواضح للدول الرافضة لتدخل بدوره أن يخفف على الأقل من معاناة شعب عربي تم التنكيل به لسنوات ، هل السبب قوميتهم المزعومة التي لم يبق منها سوى الرماد أم هي مصالح مشتركة نسفت ضمائر ساسة تلك الدول ؟ ستنتصر سوريا على طاغيتها بعد أن قدمت \”قرابينها\” من شهداء ومهجرين حتى ولو لم يكن هناك ضربة عسكرية تعيد للنظام العالمي قليلاً من إحترامه المفقود .
التصنيف: