تخصيـص العيـــون بعد ربع قرن
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]مصطفى محمد كتوعة[/COLOR][/ALIGN]
في بلدان عديدة زرتها لاحظت أن اغلب مستشفياتها الحكومية تتسم بتدني الخدمات الطبية والعلاجية، وعادة ما نقرأ ونسمع عن شكاوى الفوضى، ويغلب عليها الروتين والإهمال وعلى العكس من ذلك تتمتع المستشفيات الحكومية بالمملكة بجودة الخدمة والنظام وروح التفاني والحرص على التطور إن كان في الأنظمة الادارية للتيسير على المرضى أو في الخدمات المقدمة لهم، وهذه حقيقة لا مراء فيها وإن حدث عكس ذلك من سلبيات عارضة في إحداها عادة ما تقابل بالمساءلة والتصحيح .
وضمن هذه المنظومة من الصروح الطبية التي نفخر بها يأتي مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بالرياض نموذجاً مشرفاً للتميز والعالمية في تخصصاته الدقيقة في مجال صحة وطب العيون وأبحاثه، وكما يقولون :\” ليس من سمع كمن رأى \” ، وقد رأيت وعايشت روح التفاني والارادة على الدقة والتطور في هذا الصرح الطبي الحضاري، عايشت هذه الروح كمريض وما أدقّ لحظات المرض وتأثيرها على الإنسان أسأله الله أن يحفظ الجميع ويمتعكم بنعمة البصر والفؤاد، ولهذا السبب أشد ما يكون الإنسان بحاجة إلى الطمأنينة النفسية خاصة ما يتعلق بسلامة نعمة البصر، ومن الجميل أن هذه الحقيقة موجودة في أجواء هذا المستشفى الكبير وتدرك ادارته وطواقمه الطبية أهمية العامل النفسي الذي لا يقل عن دقة العلاج في هذا المجال وتخصصاته الدقيقة للعيون، وهذا من فضل الله علي احساسا منهم بدورهم الإنساني تجاه مرضاهم ومراجعيهم، وهذا مع الجميع ومهما تعددت الوجوه الكريمة والقلوب الطبية التي تتولى المريض وخدمة المراجع .
إن السر دائماً في الادارة، هذا ما تأكد لي على أرض الواقع وادركته عن قرب، وهذه كلمة حق أقولها خالصة قد لا يحتاجها احد بالمستشفى مسؤول أو موظف أو طبيب، لكنها الحقيقة وراء ذلك التميز محلياً وعالمياً بعد توفيق الله تعالى، حيث الحركة الدؤوبة والمتابعة المستمرة للمدير العام التنفيذي الدكتور عبدالاله بن عباد الطويرقي، وقد رأيته مراراً يتابع الخدمات الطبية ويتفقدها بنفسه ودائماً يمطئن على المرضى وأمور المراجعين إلى جانب المسؤوليات الادارية والمشاركات في مختلف الفعاليات من مؤتمرات في الداخل والخارج .
ولذلك لم استغرب التطور والقفزة التي شهدها المستشفى في غضون سنوات قليلة جداً، لكنها ثرية في تحقيق التميز الاداري والطبي وتتوج ٢٥ عاماً من عمر هذا الصرح المتخصص الكبير حيث صادف قبل أشهر مرور ربع قرن على انطلاقته الحضارية بدعم كامل من الدولة وفقها الله واهتمام معالي وزير الصحة .
مؤخراً تلقيت رسالة رقيقة من حبيبنا الدكتور عبدالاله الطويرقي مشفوعة بالتقرير السنوي للمستشفى لعام ٢٠٠٧م ، وفي الحقيقة سعدت بالاطلاع عليه وسعدت بانجازات رأيت رائدة في المستشفى استحق عليها بجدارة مكانته وسمعته محليا وعالمياً، وبالروعة هذه الانجازات التي أوجزها التقرير، وقد أشار اليها باعتزاز المدير العام التنفيذي الدكتور عبدالاله الطويرقي في كلمته التي تصدرت التقرير والتي أشاد فيها بروح الفريق والجماعة ومشوار العطاء الطويل للمستشفى منذ تأسيسه، وهذا في رأيي سبب آخر يتعلق بتفاني الادارة وتقدير عطاءات السابقين من الاجيال التي ساهمت في رسالة المستشفى .
ومما اشار اليه التقرير العمليات غير المسبوقة لزراعة القرنية وتدريب الكوادر السعودية المتخصصة فثي مجالات طب وجراحات العيون بتخصصاتها بالغة الدقة ودور المستشفى كمركز تعليمي وتدريبي وصرح بحثي يخدم المجتمع في مجال الابصار وصحة العيون، كذلك التعاون الدولي واستخدام أحدث التقنيات في التشخيص والعلاج .
والتقرير يرصد الكثير من الانجازات، كما يعكس الجهد الكبير لادارة المستشفى والاطباء بروح جماعية لتحقيق تطلعات ولاة الأمر برقى الرعاية الصحية المتخصصة في المملكة، كما يعكس التقرير اخلاص ادارة المراسم والعلاقات العامة والاعلام وتواصلها مع جميع الأقسام واستقبال الشخصيات الكبيرة والوفود الصحية التي تضع المستشفى ضمن جدول زيارتها للمملكة والتعريف بامكانات هذا الصرح، وهذا يعكس خبرة وقدرات مدير المراسم والعلاقات العامة والإعلام العزيز الأستاذ عبدالله بن عبدالعزيز السلمان وفريق العاملين معه .
كل التقدير لمستشفى الملك خالد التخصصي للعيون متمنيا لادارته وأطبائه وكل العاملين المزيد من التميز، وهكذا تكون خدمة المجتمع كما يجب وتحقيق ما يستحقه صرح حضاري كهذا كإسهام مخلص تجاه ما يستحقه الوطن من تطور وازدهار وتفاني الجميع، وليتنا نجد هذه الروح في كافة مواقع القطاع الصحي وغيره، أتمنى للجميع الصحة والعافية .
حكمة : أعز مكان في الدنيا سرج سابح
وخير جليس في الزمان كتاب
[ALIGN=LEFT]للتواصل : ٠٢٦٩٣٠٩٧٣[/ALIGN]
التصنيف: