تحية وتعظيم سلام

هم أول من يستقبلون الواصل للمطار في البلاد وحسب استقبالهم تتكون لدى المسافر الانطباع الأول والصورة الاساسية عن البلد وأهله وأحيانًا يكون من الصعب تغيير هذه الصورة وذلك الانطباع فهيئتهم ونظافتهم ولباقتهم ولياقتهم وطريقة كلامهم بل وحتى ملابسهم ومكاتبهم عناصر مهمة لرسم هذه الصورة وإكمال لوحة الاستقبال أتعرفونهم إنهم موظفو جوازات المطار .
بالفعل فموظف الجوازات في المطار هو من يتحمل مسؤولية نقل الصورة والانطباع الأولي عن أي بلد لدى المسافر القادم لهذا البلد والذي لم يشاهد ولم يتعرف على البلد الذي قدم اليه ولذا يمكن القول ان موظف جوازات المطار هو سفير البلد أمام المسافرين القادمين والزائرين للبلد وبالتالي فإنه من الضرورة بمكان أن يكون موظف الجوازات على درجة عالية من اللياقة واللباقة وأن يتحلى بدرجة كبيرة من الاخلاق الراقية وحسن التعامل والبشاشة كما أن هيئته وملابسه لا تقل أهمية عن ذلك وتسهم في نقل الصورة إيجابية كانت أم سلبية عن البلد ولا نبالغ إذا قلنا حتى المكاتب وأجهزة الكمبيوتر وكراسي المكاتب لها دور كبير في رسم الصورة والانطباع فالمسافر أثناء وصوله وانتظاره أمام موظف جوازات المطار يراقب هيئته وملابسه ومكتبه وتتولد لديه مشاعر وانطباعات أولية عن البلد من ناحية التطور والنظام والنظافة والانضباط كما انه يتعرف على طباع واخلاق اهل البلد وكيفية تعاملهم مع الناس القادمين لبلادهم.
ولذا فإن قرار تغيير ملابس موظفي الجوازات في مطارات المملكة من عسكرية الى مدنية كان في نظري قرارًا حكيمًا طال انتظاره ويستحق الاشادة والشكر ولم يكتف المسئولين بذلك بل حتى حرصوا على تقييم موظفي الجوازات عبر أجهزة مخصصة لرصد تعابير وجه المراجع أو المسافر الواقف أمام الموظف، فإذا كان مبتسماً هذا يعني أن أداء الموظف مرضٍ، وإذا كان ساكناً فهذا معناه أن أداء الموظف كان متوسطاً، وعابساً إن كان الأداء سيئاً.
ليس ذلك فحسب بل سيكون هناك خدمة تسمى حياك وتهدف إلى تكليف فريق مخصص لاستقبال القادمين إلى المملكة والترحيب بهم وإعطائهم الإرشادات اللازمة بشأن إجراءات الدخول قبل توجههم إلى كاونترات الجوازات.
والجميل في الامر ان القرار صدر قبل فترة قصيرة في وسائل الإعلام وسرعان مانفذ خلال فترة قصيرة جدًا وأصبح واقعًا مشاهدًا وهذا الأمر يدعو للإشادة والشكر والتقدير فلكل من شارك وساهم وقرر ونفذ هذه القرارات تحية وتعظيم سلام.
3903 جدة
22246 – 6624