أخيراً وافق مجلس الشورى المُوقر على توصية تعديل سلم رواتب موظفي الدولة ، بعدما (بُحت) أصوات المواطنين وهم يرددون “الراتب ما يكفي الحاجه” ولا حياة لمن تُنادي ، وربما كان (لسعادة النفط) دوراً بالغ الأهمية في ذلك أبقاه الله وأطال في عمره. وكما يُقال : أن تصل متأخراً خير من أن لا تصل أبداً ، فعلى بركة الله وأطال الله في أعماركم (حبايبي) إلى حين التنفيذ !
بهذا وحتى صدور التعديل نتقدم خطوة للأمام حتى نحاول أن نلحق بركب الغلاء الفاحش الذي أصبح يطال كل شيء ، ونساهم في تأمين حياة كريمة بالفعل و لائقة بالمواطن السعودي لأنه أهلٌ لها ، ونلتفت بعدها لمشكلة البطالة وتدني رواتب الموظفين المبتدئين والتي لا تتجاوز الثلاثة آلاف ريال في أحسن تقدير.
هذا الجيل الناشئ الذي حاصرته البطالة بتلابيبها ، ولم تنفعه شهادة ولا تعليم في تأمين مسار مستقبله الوظيفي بشكلٍ واضح.
كأني أسمع بعضكم يمتعض و يُتمتم و يقول لي : (يازينك ساكته) ، انتظري حتى يتم التعديل على سلم رواتب الموظفين وبعدها طالبي بحل مشكلة البطالة وهموم ابناء الجيل القادم ، حسناً سأكتفي بما قلت حول تلك التوصية ، و بما أن الشيء بالشيء يُذكر سأغير الموضوع وأقفز لأبارك لأصحاب المعالي الوزراء الجُدد الثقة الملكية الممنوحة لهم في تعيينهم على قمة هرم أهم الوزارات و (يازيني) ولكني لست ساكتة ، فأنا مواطنة مُحبة وصادقة في حبها لوطنها وابنائه ، مثلي مثل أي مواطن ومواطنة صادقين في حبهم وآملين أن يتبع هذا التعديل الوزاري تعديلات وتغييرات جذرية وملموسة في جميع القطاعات.
فوزارة الصحة بحاجة ماسة لدواء مُعالج لكل داء ألم بمشاريعها وأطبائها وأقسامها واخطائها الطبية ، ووزارة الشؤون الاجتماعية بحاجة إلى نظرة واقعية لحال الأرامل والمطلقات وذوي الدخل المحدود ، ووزارة الإتصالات بحاجة إلى إتصالات مُكثفة يُجاب عليها ولا تكن مكالمة مفقودة (miss call) ، ووزارة النقل بحاجة إلى (نقلة) نوعية ، ووزارة الزراعة بحاجة إلى زراعة تنموية ، ووزارة التعليم العالي بحاجة إلى خُطط عالية الجودة لتأمين مستقبل الخريجين والخريجات، ووزارة الشؤون الإسلامية بحاجة لمراقبة جميع الدور الإسلامية لردع المتطرفين ، وأما وزارة الثقافة والإعلام فهي ليست بحاجة إلى شيء إلا أن أتقدم لها بجزيل الشكر لأنها أتاحت لي الفرصة لأقول كل ماسبق أعلاه.
وبعد التهاني والأماني أترككم في وداعة الله وكلي أمل بغدٍ أجمل فإن تحديد مسارات عريضة للسير عليها يخلق في النفوس ثقة بالحاضر والمستقبل ، وحينها فقط سوف نكون بحال أفضل مما نحن عليه الآن بكثير ، وهذه تحية وكما يقول فنان العرب :
مع التقدير.

rzamka@
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *