[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]ثـامر عدنان شاكر[/COLOR][/ALIGN]
وكانت هذه الجملة تثير سخطي في زمن الطفولة وقد أتت على ظهر كل حافلة تجوب الطريق، ولم أكن أعرف كيف أقرأها ولا أفهم معنى الكلمات الثلاثة وقد توالت في شكل غريب، فيما بدا لي أنها تمد لسانها في استفزاز واضح، لأتساءل في حنق . ..ماالعلاقة التي تجمع بين الثلاثة، وكبرت وعرفت أنه كان خطئي، فالجملة صحيحة لفظاً ومعنى !!
لكن اليوم ليس المطلوب أن تفهم كل ما تقرأ، فقد تصادف عيناك ما لا يُفهم، بل يجب أن تحفظ ما تقرأ …فجيلاليوم هو من يصنع ومن يضيف للغة مرادفات جديدة، والعالم يتبع في إستكانة ويحفظ في صمت !!
\” جوجل \” ، و \” ياهو \” وغيرهم الكثير من الأسماء، حفظتها الأعين وتداولتها الألسن بطلاقة وبلا تلعثم، في تجربة مفادها لكل مجتهد نصيب …فلاالياهو يعني شيئاً …ولميكن في حسبان المواطن الأمريكي أن يقع أسيراً لكاريزما ساحرة لمرشح رئاسي بإسم \” أوباما \” !!
ولن يغيب عن الذاكرة، الأيام الأولى لظهور السيناتور الأفريقي الأصل كأول مرشح لكرسي الرئاسة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية وحضوره المميز، وكيف كان مجرد النطق بإسمه ينشر الضحك والسخرية، في حين أن اليوم أصبح إسمه يثير في الناس رغبة البكاء مفجراً ثورة من الحماسة ملئها التفاؤل لقصة صمود وكفاح وتغيير حي حصل على أرض الواقع .
لكن ما معنى أن تجتاح تلك الكلمات الشارع وتسكن الوجدان؟ معناها بإختصار أن أصحابها صنعوا شيئاً خارقاً ….أضافوانقطة في سجل الحضارة .ولا يهم إن كانت نقطة في مجلد، تبقى نقطة مضيئة وستكتبها ألف يد وتشير إليها أجيال وأجيال في حفاوة .
وبعيداً عن الجو الحالم والأحلام بلا طائل ….ففعلياًوقبل أشهر …أحتفلأشهر محركي البحث على الإطلاق \” جوجل \” بإضافة كلمة \” جوجل \” إلى قاموس الكلمات الإنجليزية، ليعلن رسمياً أنه بالإمكان ومن الآن فصاعداً إستخدام كلمة \” جوجل \” مرادفاً لكلمة \” بحث \” ….أيأنك تستطيع أن تقول عوضاً عن \” إبحث عن تلك الكلمة \” ، \” جوجل تلك الكلمة \”!!
تكريم حكومات ومؤسسات، ومجتمع قدّر الجهد، لتشعر تلك العقول الشابة التي كانت وراء الإنجاز بسعادة وحب وهم يرون الحصاد يتعدى اليوم المعقول، والذي لم لم يكن في الحسبان يوماً …فقدصنعوا للعالم لغة تخاطب كانوا أحد مفرداتها الحديثة …
نجاح مبهر وجميل …مابين ياهو وجوجل وأوباما …نغماتشابة جعلت الحياة أكثر إشراقاً وجمالاً .
أمّا نحن فنعيش على أمل أن تضيء إنتصارات الشباب سماء مجتمعاتنا العربية !!حلمٌ كبير لكنه قريب ….علنا نرى أنفسنا وقد أضفنا سطراً في حضارتنا ليكون وساماً على صدر الوطن ….ذلكحتماً لن يكون إلا بإيمان وثقة وحب ..
دمتم ودام الوطن بخير

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *