[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]غازي الدادا [/COLOR][/ALIGN]

عندما يدعو وزير إسرائيلي الى تجويع الفلسطينيين، فإن أبسط فهم لدعوة كهذه يعني أن هذا الوزير يدعو الى تجويع الجائعين أصلاً بسبب الممارسات الإسرائيلية التي دأبت مدى عقود على محاربة الفلسطينيين في لقمة عيشهم التي لا تكاد تبلغ حد الكفاف، في إطار برنامج ثابت للتنكيل بهم على مختلف الصعد.
وعندما يدعو الوزير الإسرائيلي يسرائيل كاتس الى وقف نقل المواد الغذائية والمواد الخام الى قطاع غزة، فكأنه يدعو الى منع الممنوع، وإغلاق المغلق، متناسياً أن القطاع يخضع أصلاً لحصار جائر طال أمده، علاوة على أن هذه الدعوة تعبر عن عنصرية لا حدود لها. ‏
ثم إن ذلك لا بد أن يثير تساؤلاً مهماً: هل يحتاج رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو المغرق في التطرف والعنصرية الى دعوة كاتس هذه لكي يقوم بما هو قائم بالفعل لا بالقول، سواء في عهد نتنياهو أو في عهود كل من سبقوه من رؤساء الحكومات الإسرائيلية؟ أم إن هذه الدعوة تأتي في إطار سباق المسؤولين الإسرائيليين الى الفوز بمرتبة المسؤول الأكثر تطرفاً وعنصرية؟!. ‏
وإذا تسنى لنا التجاهل المؤقت للسياق الاستمراري للتنكيل الإسرائيلي بالشعب الفلسطيني، والتوقف عن دعوة كاتس مفصولة عن سياقها، سنرى ببساطة شديدة أن كاتس هذا وقع في مطب مخالفة أبسط قواعد المنطق وبدهيات العلوم الرياضية، عندما يطالب بمعاقبة شعب بأكمله من أجل جندي واحد أسير، متناسياً كذلك آلاف الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، إذ إن البديهة الرياضية تقوم على أن الرقم الصغير جدّاً يهمل أمام الرقم الكبير جداً، فكيف يمكن إذاً مقارنة أسير إسرائيلي واحد بآلاف الأسرى الفلسطينيين؟!. ‏
وإذا كانت القيم الأخلاقية تدفعنا لاحترام آدمية الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط، فإن الأحرى أن يكون لدى الآخرين قيم أخلاقية تدفعهم لاحترام آدمية الأسرى الفلسطينيين أيضاً، وآدمية الشعب الفلسطيني ككل. ‏
لكن المؤكد أن كاتس وغيره من المسؤولين الاسرائيليين غير مهيئين بالمطلق للتعامل مع الآخر على هذه القاعدة، لذلك لا تفاجئُنا كثيراً الدعوات الإسرائيلية لتجويع الفلسطينيين الجائعين أصلاً في ظل الاحتلال. ‏
‏ تشرين السورية

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *