تجربة قرية الباحة.. مصر على الطريق

نيفين عباس

خاص / صحيفة البلاد

الجمعة 19 صفر 1438

تحدثت كثيراً عن غلاء المهور والمبالغة فى إرتفاع المهر

مما جعل أهالى قرية الباحة يضعون وثيقة تحدد قيمة المهر للفتيات وتقلل من تكاليف الزواج

كما ورد فى الموضوع والذى سبق أن تحدثت عنه هنا

قرية الباحة

وإنتقل الأمر من داخل المملكة العربية السعودية إلى خارجها ليصل إلى جمهورية مصر العربية

وتحديداً فى محافظة مرسى مطروح، تلك المحافظة الساحرة بأماكنها الطبيعية الخلابة وطبيعتها القبلية التى تحكمها العادات والتقاليد

مما جعل صالح فايز القاسمى المحامى وهو مرشح عمودية قبيلة القواسم أن يطلق مبادرة لتقليل نسبة المهور

وجعلها مخفضة للغاية لتيسيّر الزواج على الشباب والمساهمة فى تقليل نسب العنوسة

تحدثت إلى الأستاذ صالح أو كما يلقبه أبناء القبائل بـ “الحاج صالح” وهو من أبناء المحافظة

أوضح أن الهدف الأساسى من الفكرة هو تقليل نسب العنوسة والحد منها

فى ظل إرتفاع أسعار الذهب الجنونى وإرتفاع أسعار الأثاث وخلافه من متطلبات الزواج التى تجعل الشاب يقف عاجز عن إستكمال حلم زواجه

وأوضح “القاسمىللبلاد أنه بدأ فى نشر فكرة الحملة بين أبناء القبائل بمرسى مطروح

ولاقت المبادرة إستجابة بين القبائل وطالبوا بتعميمها على جميع أرجاء المحافظة وليس على قبيلة بعينها

خاصة أنه جرت العادة منذ الأجداد على “التباهى” بمهر الفتاة المرتفع بين القبائل الأخرى

ولكن مع إختلاف الظروف الإقتصادية أصبح بالكاد الشاب يستطيع شراء “الشبكة” فما بالك بتكاليف زواج ومهر “مبالغ فيه

وأوضح للبلاد أنه بالفعل بدأت “قبيلة عميرة” فى تطبيق الأمر وتخفيض مهر الفتاة حتى يستطيع الشاب الزواج وهو الأمر الذى رحب به شباب القبيلة

خاصة أنه قبل ذلك كان الشاب عندما يتقدم لخطبة فتاة من أحد القبائل الأخرى

يجد نفسه أمام شروط صعبة للغاية منها مهر مرتفع وعدد من الإبل

وكان الشاب يأتى بعواقل قبائل أخرى مع قبيلته للتدخل والمساهمة فى تخفيض مهر الفتاة قليلاً إكراماً لهم

مما يجعل الشاب فى نهاية المطاف متزوج ولكن عليه الكثير من الديون التى تمنعه من العيش بسعادة

ومن الطريف بالأمر أننى إكتشفت أن “الحاج صالح” يقوم بمبادرة على نفس النهج ولكن مختلفة قليلاً

وهى المطالبة بإحياء عادات الأجداد فى المحافظة وهى تعدد الزوجات حتى يصل الرجل إلى الزواج من 4 نساء كما حلل له الشرع

وعند تحدثى مع “القاسمى” عرفت أنه بالفعل له زوجتين بل ويبحث عن الزوجة الثالثة ولديه إثنتا عشر طفل

مما جعلنى حريصة كل الحرص على أن أصل إلى النقطة الهامة فى هذه المبادرة التى ستتلقاها النساء بغضب شديد وهى هل الأطفال تنعم بحياة كريمة ويتلقون حقهم فى التعليم أم لا ما جعله يؤكد لى أن جميع أطفاله تلقوا تعليمهم على أكمل وجه

وعند سؤاله برر “الحاج صالح” هذه المبادرة والتى حقاً شعرت بالغضب منها أنه يسعى إلى جعل الرجل المتزوج يتزوج من إمرأة مطلقة أو أرملة

بدلاً من تكون المطلقة ضحية للمجتمع بسبب أنها تحمل لقب مطقلة

كما أنه ربط بين المبادرتين بسبب أن لا يصل فى نهاية الأمر الفتاة التى لم يسبق لها الزواج أن تكون زوجة ثالثة أو حتى رابعة بسبب أن فاتها قطار الزواج بسبب غلاء المهور

وأنا مؤيدة لتخفيض المهور وتيسير الزواج للشباب كما ناديت به من قبل فى تحدثى عن توحيد المهور بالمملكة هنا

توحيد المهور بالمملكة العربية السعودية

وسأنادى به فى أكثر مقالاتى حتى لا يقف شبح العنوسة ذلك اللقب القاسى أمام الفتيات ويحرمهن من التمتع بحياة زوجية وتحقيق حلم الأمومة وحفظ شبابنا من المعاصى وإتاحة الفرصة لهم للإستقرار وتكوين أسرة

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *