تبرير قتل الابرياء العصري

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبد الله فراج الشريف[/COLOR][/ALIGN]

إن الأحداث التي تبتدئ سياسية وتنتهي بحروب مدمرة وغير مبررة، في هذا العصر المضطرب، الذي تحدث فيه ثورات علمية تخدم الانسانية، ومعها ردة نحو صراع مستمر بين البشر لا غاية له يتوخى المتصارعون الوصول اليها، يبرز مع هذه الاحداث ظاهرة التبرير لقتل الابرياء ضحايا تلك الحروب التي ورثتها الصراعات المحتدمة بين البشر، مما لا يقبله عقل ولا يهدي اليه دين، ففي العراق الذي يتوالى فيه فشل القوات المحتلة يوماً بعد يوم ويبرر القتل الذي لا يترك للشعب العراقي فرصة ان يمارس حياته العادية، بانه الثمن الذي يدفع من اجل الديمقراطية، تلك الديمقراطية التي لم يلمس لها الناس في العراق اثراً .
وفي افغانستان يقتل الابرياء كل يوم في حقولهم وقراهم، والتبرير المنتقى هو ان هذا ثمن تخلص العالم من ارهاب القاعدة وطالبان، وكلاهما لا يزال يمارس دوراً ظاهراً في افغانستان لم تستطع القوات المحتلة ان تواريه، ولا اظنها ستنتصر عليهما بهذا الاسلوب الذي تمارسه لقهر الشعب الافغاني، والذي ضحاياه بالدرجة الاولى هم الابرياء، الذين لا ناقة لهم ولا جمل في هذا الصراع الذي يجري على ارض افغانستان، وهكذا يجتاح شرقنا العربي والمسلم بحروبٍ تفرض عليه اما عبر جماعات شاذة من داخله، او حروب اطماع لقوى اجنبية مهيمنة في هذا العصر لا تعنيها سوى مصالحها، ولو ادت معاركها لفناء جزء كبير من البشرية .
ومهما غلفت المصالح بمعسول الكلام فإنها تنكشف بسهولة، لان التبرير لا يجد على ارض الواقع ما يدعمه، في الصومال تجري حرب عبثية طرفاها يبررون قتلهم الابرياء بمبررات لا تنهض بها حجة من دعم حرب الارهاب المعلنة، والتي لا ضحايا لها الا بين الابرياء، اما الارهابيون في منجى عنها حتى هذه اللحظة، ومن اسلامية مدعاة لم تحقق نصراً الا على الابرياء، وفي لبنان يحتدم الصراع بين فئات سياسية تحمل توجهات يدعمها من الخارج دول ذات مصالح، حتماً هي لا تتوافق مع المصالح اللبنانية الوطنية، التي تعيد الى لبنان استقراره وازدهاره، والغريب الذي يثير الدهشة ان كلاً من الفئتين المتصارعتين تتهم الاخرى بالخيانة لانها كما تزعم تنفذ سياسة جهات خارجية، رغم ان الطرفين معاً لهما ارتباطاتهم الخارجية التي لا يستطيع احد منهم انكارها، وللصراع ادواته التي تبدأ بالتخوين والهجاء المعلن وتنتهي بالعنف الذي تزهق بسببه ارواح بريئة، لا ذنب لها سوى انها تعيش على ارض لبنان، ومهما ارتفعت الاصوات لتبريره فلن يكون هذا التبرير مقبولاً وثمنه ارواح بريئة تزهق، واعتداء على ممتلكات الناس وحرياتهم في وطن كان موطناً للحرية والتعايش بين الطوائف ومعتنقي المذاهب المختلفة والاديان المتغايرة بسبب اختلافات سياسية، لم تأخذ قط في اعتبارها مصالح الوطن والمواطنين، فهلا تدخل العقلاء من أهل الوطن الى اعادة الأمور
الى نصابها، هو ما نرجو والله ولي التوفيق .
[ALIGN=LEFT]ص . ب : 354585 جدة 21488 فاكس : 6407043
[email protected][/ALIGN]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *