تأجير مساحات صحراوية لليابانيين

Avatar

يعقوب محمد اسحاق

أثناء الحرب العالمية الثانية وتحديداً في 16 ـ 8 ـ 1945م ألقت أمريكا قنبلة ذرية على مدينة هيروشيما في اليابان دمرت 90% من منشآت ومباني المدينة، وقتلت أكثر من 800.000 إنسان، وجرحت حوالي 90.000 شخص، وبقي عشرات الآلات بدون مأوى، وكان سكانها آنذاك 305.000 نسمة، وبعد ذلك بثلاثة أيام قامت أمريكا بالقاء قنبلة أخرى على مدينة ناجازاكي قتل نتيجتها أكثر من 75000 شخص. بعدها استسلمت اليابان من دون شروط، فاحتلتها الولايات المتحدة الأمريكية في الفترة ما بين 1945م حتى 1952م تم أثناءها إنشاء دولة ديموقراطية، وأنفقت عليها أمريكا 1.9 بليون دولار لإعادة بنائها.
القنابل الذرية والاحتلال الأمريكي والأرض التي تهزها الزلازل بين الحين والآخر وخلو الجزر اليابانية من الخامات اللازمة للصناعة هي في صورة من الصور محبطات كبيرة ولكن الشعب الياباني يحب التحديات، شعب يحب العمل، شعب يكره الإجازات، استطاع أن يحول عوامل الفشل إلى نجاح منقطع النظير.
رغم كل تلك التحديات احتلت اليابان المركز الثاني عالمياً بعد أمريكا اقتصادياً من حيث القدرة الشرائية للأفراد، وأصبح البنك المركزي الياباني مالكاً لثاني أكبر احتياطي في العالم بعد الصين، وتقدمت اليابان صناعياً رغم افتقاره للمواد الخام وأصبحت من أكبر الدول الصناعية وأجودها حيث غدت أكبر منتج للحديد والصلب والسيارات والسفن في العالم. كتب القدر لليابان أن تعيش في جزر تهزها الزلازل بين الحين والآخر، كان آخرها الزلزال الذي حدث فيها قبل أسابيع، وأدى إلى تسونامي بحري أغرق شواطئها وخرب بعض المدن الساحلية فيها، وأحدث انفجارات في بعض مفاعلاتها الذرية مما ينذر بخطر عظيم قد يلحق بالبشر والشجر والأراضي فيها، وبلغت خسائرها حوالي 310 مليارات من الدولارات هي قيمة الأضرار المباشرة لزلزال اليابان الأخير وتداعياته الخطيرة.
وحيث إن الأمر كذلك فإني أطرح فكرة تأجير مساحات من صحرائنا على اليابانيين ليس من أجل الحصول على أموالهم لأننا لسنا في حاجة إليها، وإنما ليعيشوا فيها ويعمروها بما عرف عنهم من حرص على العمل والإنتاج والاجادة مقابل تعليم أبنائنا المهارات الفنية اللازمة للصناعات الحديثة وتكوين جيل سعودي جديد يحترم العمل والإنتاج ويرفض الكسل والنوم.. فما رأيكم؟.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *