بين د.عاشور والمانع أكثر من مانع

• صالح المعيض

في الأسبوع قبل الماضي وفي حوار تخلله الكثير من الموانع تطرق معالي د. حمد المانع وهو احد وزراء الصحة السابقين وذلك وبعد مرور اكثر من 13 عاما على خطأ إعفاء الدكتور أحمد عاشور مدير عام مستشفى الملك فهد بجدة مما جعلني استقطع مساحة هذه الزاوية لهذا الحدث الذي اعتبره استجرارا لحدث تسبب في تدهور مستشفى الملك فهد بجدة إلى اليوم رغم ما صرف عليه فيما بعد د.عاشور من مبالغ وتعاقب على إدارته أكثر من ثمانية مدراء توارثوا الفشل واحدا تلو الآخر عدا الدكتور / عبدالطيف خوجه الذي تقدم بطلب إعفاء حينما لم ير ان الاوضاع تصب في الصالح العام.
وبداية لابد أن اشير إلى نقطة هامة ، هو أنني لست هنا مدافعا عن الدكتور أحمد بلغة (مافي البلد إلا هالولد ) فالدكتور ليس بحاجة إلى من يدافع عنه بقدر ماهو بحاجة إلى من ينصفه، والمنصف بعد الله هو من كان يتلقى للخدمة والمعايش للواقع آنذاك وما هي عليه اليوم ، ومسؤول بحجم الدكتور عاشور هو مكسب بدون شك أو مجاملة لأي مرفق ينضم إليه ، وذلك لعدة عوامل يلامسها كل من راجع آنذاك لمستشفى الملك فهد بجدة مريضا أو مراجعا أو زائرا ، وقارن بينه وبين جميع مستشفياتنا الحكومية التي ولدت معه أو بعده ، والتي أصبحت تعاني من ترد واضح وفاضح في ذات الوقت، ولما عرف عنه من تفان وإخلاص وإنكار للذات وعشق لمهنة الخدمة المتناهية في المجال الطبي وبصورة تمثلت بمنجزات معايشة وملموسة على الأرض ، خلال فترة قاربت أن تكمل عقدين من التميز والعطاء الميداني الذي يعد الشهادة على قمة التفاني وجودة العطاء إبتداء من مستشفى النساء والولادة بجدة إلى مستشفى الملك فهد ، حتى أصبح مستشفى الملك فهد بجدة ، من أكبر المستشفيات الحكومية في المملكة على الإطلاق وربما يعد في الشرق الأوسط الثاني وذلك من حيث المحافظة على بناه التحتية مع مرور الزمن ثم التطور المذهل مع تعذر التموين آحيانا ثم عدد الأسرة و كثرة المراجعين ، تغطية المناطق ، التطور الطبي والإداري ، زراعة وجراحة أحدث العمليات وأعقدها ، تصدر الأولية في كثير من العمليات النادرة والناجحة ، إحتوائه على أكثر من مستشفى تخصصي مستقل خصوصا في تخصصات ( الكلى .. القلب .. الأنف والأذن والحنجرة.. العظام ) وغيرها .. وكذلك متابعة مايستجد من جديد في علم الطب والتمريض ، وإقامة الندوات العلمية المساندة والداعمة ، حرصا على تطوير كوادره الطبية ، وأن يكونوا على إتصال ومعايشة بما يستجد في مجال تخصصاتهم ، كذلك كان يتبع للمستشفى مطبعة إمتدت خدماتها لتشمل مطبوعات الوزارة .
ايضا كان هنالك كلية للتمريض تابعة للمستشفى وكانت الاولى على مستوى المملكة،وكان يعمل تحت سقفه اشهر الاطباء السعوديين وهذا المستشفى هو ضمن خمسة مستشفيات .. شيدت في وقت واحد ، لكنه تميز عن البقية بالمواصلة والتطوير والشمولية ، لتمتد خدماته لتغطية (6) مناطق من المملكة ، من تبوك شمالا حتى جازان جنوبا ، وأن يكون مرجعا مطمئنا لكل مريض ، بل كنا نجد أن المرافق المساندة ، من تجهيزات التغذية والمغاسل والورش وتجهيز المصليات والخدمات العامة من حدائق وجلسات وخلافه كانت مجهزة بأحدث التقنيات ،وكذلك ايفاد لجان طبية للمعالجة الى كثير من دول العالم .والحديث عن مستشفى الملك فهد بجدة ، في عهد عاشور تاريخا ومرفقا وأداء ، أكبر من أن أوفيه حقه في هذه العجالة ، حيث تعلمنا من سعادته أن الطب لم يعد مهنة وخدمة بقدر ماهو صناعة مكلفة ومعقدة وسريعة التطور والتجدد تتطلب آليات مواكبة في شتى المجالات قادرة على الإنتاج وتفعيل المعطيات الإيجابية من خلال الإدارة التي تنمي روح العمل بمبدأ ( الفريق الواحد ) وهذا ما ترجمه عملا سعادة الدكتور أحمد عاشور بل ذهب إلى ماهو أكثر حينما كان يعلن في كل لقاء ، أن ما يراه المراجع والمريض والزائر ماهو إلا نتاج ( مجموعة ) وليس عطاء فرد واحد بعينه ، لذلك كانت الصورة مشرقة والمعطيات مشرفة .
لذلك فتصريحات المانع الأخيرة جانبها الصواب من حيث التوقيت والمضمون ، وكنت اتمنى أن يتطرق المانع لمنجزات الوزارة وقد ارتفعت الارقام في عهده من 24 مليار إلى 66 مليار ريال للخدمات الصحية والاجتماعية ارقاما ومشاريع قائمة ، لكن قد لايفعل ذلك ، لأن المنجزات كانت اقل من أن تذكر فتشكر ، لإنشغال البعض بالمماحكة الإدارية التي لاتخدم الصالح العام حيث تفرغ بعض الوزراء وعاب على تسمية منصب عاشور بالمدير العام بينما كان هنالك مستشفيات 50 سريرا ويطلق على المدير المدير العام ، ايضا عاب أحدهم على عاشور تسمية قسم الأمراض الباطنية بالـ “الباطنية” وذكر في خطاب رسمي أنه مسمى لحي كان أخطر بؤرة للمخدرات بمصر ، بينما كانت عيادته الأسبوعية بمستشفى الشميسي بالرياض وسط قسم به أكثر من يافتة تؤكد أنه قسم “الباطنية” ، وصل الأمر يومها بأن أحد الوزراء يرد على خطاب طلب أطراف صناعية مرفوع من مستشفى الملك فهد بـستة آلاف ريال: ( هل يعقل فيه سعودي لايمتلك ستة آلاف ريال).
كنت اتمنى على الدكتور المانع أن يسترجع الذاكرة يوم كنا ننتقد الوزارة وكان معاليه ينفي ويمتدح وحينما أقيل تحول تحولاً مضاداً بصورة مدهشة ، هل هذا من الانصاف في شيء؟. هذا وبالله التوفيق ..

.. جدة ص ب 8894 تويتر/ saleh1958

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *