بين الكتاب والموسوعة
ليلى عناني
كثيراً من الأحيان أقف حائرة بين الكتاب والموسوعة فرغبتي في التهام مضامينهما وإثراء عقلي وفكري بهما معاً يعجزني تحقيقها في نفس الوقت، كتاب بين يدي، وشاشة أمامي أتنقل بينهما في أحيان كثيرة فالموسوعة المرئية تنقل للمشاهد البرامج الرائعة واحدة تلو الأخرى بالصوت والصورة لحقائق كثيرة لا يمكن للإنسان العادي الإلمام بها لبعد الفكرة عن خاطره ولكن ما تقدمه بعض القنوات الفضائية كقناة أبو ظبي وغيرها يعد من أجمل ما دخل بيوتنا عبر الشاشات التلفزيونية فهي تقدم معلومات في غاية الأهمية وتثري بدورها ثقافة الراغب فيها فهي تأتي بالصورة واللغة العربية أو الإنجليزية وتشرح كل دقائقها، شيء رائع ومفيد، أماكن في العالم يعجز القلم عن وصف جمالها وروعة الله في خلقه وعن تاريخ لأماكن وشعوب وآثار وطبائع شعوب وأحداث لا يطويها التاريخ مهما امتد نراها ونستمتع بمعرفتها ومُشاهدتها في كل دقيقة من وقتنا.
قنوات في معلوماتها ثراء فهي تشرح الصدور وتثري العقول، وتعتبر من إيجابيات القنوات الفضائية الهادفة فقد تكون سياحة تتناول أجمل الأماكن بوصفها وتعليق مقدميها الذين يتولون عملية الشرح الوافي، تُظهر قوة الإنسان وتغلبه على الصعاب وكثيراً جداً من طموحه وتحديه من أجل الانتصار أو كوارث أو ظواهر طبيعية تجعل الإنسان يتقرب إلى الله شاكراً ما أنعم علينا به من أمن وأمان في بلادنا الغالية، موسوعات كثيرة بأحداث تروي ظمأ طالب العلم والمعرفة.
كم من الأوقات تمنيت أن يكون لدينا قناة يُبث عبرها تاريخ الدين الإسلامي بترتيب أحداثه وطرق انتشاره حينما ساد العالم أجمع وتاريخ مكة المكرمة والمدينة المنورة وبلادنا الحبيبة من شرقها وغربها وجنوبها وشمالها ولتُظهر جمال طبيعة بلادنا الساحرة لتمحو المعلومات الخطأ من أذهان شعوب الغرب وكثيرُ من البلدان التي لا تعرف إلا ما تبثه لها قنواتهم الغربية والصهيونية من معلومات خطأ تسيء للإسلام وهو بريء منها، وتسيء لبلادنا كذلك بالطبع هناك مسلسلات وبرامج قد يكون فيها كثير من الحقائق ولكن ليس تماماً كما يجب.
وأما الكتاب فهو ملك الساحة بدون منازع وإن انخفض عدد قرائه فهو في نهضة دائمة ستظل ترشدنا إليها الكتب القيمة من خلال المكتبات ومن خلال ما يحمله لنا من يقرأ القيم من الكتب. ولن نرفض التقنية الحديثة وكل ما يجد فيها سواء عن طريق الكتب المقروءة أو القنوات الموسوعية أو الأشخاص ذوي التخصص العلمي والأدبي ودائما ستأتي التجارب لنا ما لا يخطر على بالنا وما ستأتي به العقول المبتكرة من تسهيلات ثقافية فسنظل دائماً في انتظارها.
التصنيف: