[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]طلال محمد نور عطار[/COLOR][/ALIGN]

قرأت بإمعان زاوية أخينا الحبيب الأستاذ تركي الدخيل \” قال : غفر الله له \” المنشور بجريدة الوطن بالعدد ٢٧٥٥ بعنوان فتنة \” الفتنة \”.
استهل الكاتب : قبل أسابيع طرح \” رئيس \” أحد أعضاء حزب الحرية اليميني الهولندي \” جبرت فيلدرز \” فيلماً اسماه \” فتنة \” استهدف فيه الإسلام كدين، وليس بعض المسلمين كمنتمين لديانة يشكل اتباعها أحد أعلى المنتسبين لديانة في الدنيا، فتوالت ردود افعال المسلمين الغاضبة والمحتجة !
واضاف : انتقد \” الفتنة \” بمنهجية ضد الاسلام، ووصفه بأنه دين يحرض على \” الكراهية \” والقتل والتدمير، واستل نصوصاً من القرآن الكريم بترها من سياقاتها، وظن انه يعززها بمقاطع فيديو مبتسرة لأئمة، وهم يدعون على اليهود والنصارى والكفار بأدعية تستهدف ابادتهم وسحقهم !
واشار الكاتب : ان احدى مشكلاتنا الرئيسية اننا نتعاطى مع الأحداث وفقاً لإيقاع ردة الفعل لا صناعة الفعل، وهذا ما فعلناه مع سلمان رشدي، وتسليمة نسرين، والبرلماني الهولندي في فيلم فتنة !
واضاف : وهذا ما لانزال نفعله مع الرسوم الدنماركية المسيئة ! لا شك بداية في ان هؤلاء الذين سقتهم حشراً في المقطع السابق يبتعدون عن المنهجية العلمية، واسلوب البحث العلمي، واستنادا على سياقات مبتورة، وتجميع للغرائب، دون قراءة كاملة للمشهد والظرف، وبعيداً عما تعارفت عليه الشعوب بالتراكم، من خطورة المساس بمقدسات الآخرين .
ولو اطلع الكاتب على طروحات الغربيين وألسنة المستشرقين منهم قديماً وحديثاً وتفنيد علمائنا الاجلاء على مفترياتهم ومغالطاتهم تفنيداً علمياً لايزال يشكل مرجعاً اساسياً لكل من يريد تشويه صورة الاسلام أو رسول الاسلام عليه افضل الصلوات واتم التسليم .
والسؤال الذي يتبادر الى الذهن في هذا المقام : لماذا لا يتم ترجمة هذه المراجع الى اللغات المنتشرة في عالم اليوم كالانجليزية والفرنسية والاسبانية والصينية لسد ثغرة تتسع يوما بعد يوم ـ بكل أسف ـ بسبب اهمالنا لهذا الجانب الذي استطاع الآخر ان يتفوق علينا فيه، وهذا سر من اسرار نجاحهم في كل جانب وحقل وميدان .
وختم الكاتب مقاله بسؤال : هل كانت هذه \” الشخصيات \” التي صنعتها ردات الفعل الغاضبة ستبقى بما قدمته من منتجات رديئة فنياً وقيمياً ام انه وما قدمت كانت ستذهب ادراجها وتذروها الرياح ! ؟
ليس هناك \” شخصيات \” صنعتها ردات الفعل الغاضبة ـ كما ظن ـ الكاتب ـ هداه الله ـ او غفر الله له ـ كما يريد ـ وانما الموقف كان استفزازاً لمشاعر المسلمين في ارجاء العالم كله، وكان ـ ولايزال ـ له اثر بالغ يكفي في ظني انه لفت انظار مفكري وباحثي العالم كله الى اخلاقيات العالم الذي يوصف بالحر، والتزامه بدساتير الدول، وينشد الى الامن والسلام، ولا يحترم مشاعر اتباع دين عظيم كالدين الاسلامي الذي تجاوز المؤمنون به اكثر من المليار ونصف المليار نسمة، وليس ـ كما ذكر الكاتب ـ المليار نسمة، ورسوله الذي بلغهم به .
كما ان المقاطعة الاقتصادية كان لها اثر بالغ آخر إذ خلقت صدمة حقيقية في المجتمع، فلم يتوقعوا ان تصل الى تهديد مصالحهم حول العالم كله، والمصالح المقصودة هنا منتجاتهم وشركاتهم ومصانعهم واسواقهم في الخارج ! واما حكاية ـ اسألوا التاريخ ـ الذي ختم بها الكاتب مقاله، فيكفي ان اشير الى ان الحق ابلج، والاستعلاء الغربي في افول، ولعل العصور المظلمة التي مرت بها شاهد قائم عليها حتى اليوم !
واختم مقالي بسؤال : هل يستطيع الكاتب ان يتطرق الى اكذوبة \” المحرقة اليهودية \” في المجتمعات التي نشرت الرسوم المسيئة، وفيلم فتنة ! ؟

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *