بين الطلاق والإستقرار الزوجات ما لهن وما عليهن

نيفين عباس
إرتفاع معدلات الطلاق فى الدول العربية الفترة الأخيرة أصبح أمر مفزع للغاية ويثير الخوف والقلق على المجتمع ، الأمر ليس مقتصر على الطبقات الفقيرة فقط التى كانت بها نسب الطلاق مرتفعة بسبب الظروف الإقتصادية الصعبة التى تجعل رب الأسرة يقف حائر بين تلبية متطلبات الأسرة أو إنهاء تلك المعاناة بوقوع الطلاق بل الأمر أصبح منتشر بشكل أكبر بين الطبقات الأعلى إجتماعياً والمثقفين

بالتفتيش عن الأسباب نجد هناك حلقة مفقودة بين الطرفين دائماً لكن السبب أو العامل الرئيسى للإقدام على الطلاق هو عدم تكافئ الزوجين وسوء إختيار بعضهم البعض من البداية ، إخفاء الشخصية والإعتماد على تجميلها أمام الطرف الأخر كارثة بكل المقاييس وهى ما تُعجل الطلاق فليس دائماً الإنسان بإستطاعته إرتداء قناع شخصية أخرى حتى ينال رضا الطرف الأخر أو يوصل رسالة له أنه هو الطرف الذى ظل يبحث وينشد عنه لتأتى بعد ذلك صدمة إكتشاف حقيقة الشخصية بعد فوات الأوان ، مفاتيح الرجل دائماً فى يد الزوجة فلا داعى لأن تتقمص المرأة شخصية أخرى يجب أن تكون صاحبة شخصية مستقلة واضحة غير متذبذبة ، الطلاق هو المرحلة الأخيرة من رحلة من المعاناة ، المشاكل ، الصراعات الدائمة التى لا حصر لها ويدفع ثمنها بالأخير الأطفال ، وذلك بسبب إختلاف معايير إختيار الأزواج فالرجل يبحث عن المرأة التى تشبعه حباً وحناناً وتمتلك من الجمال أقصاه بعيداً عن البحث عن المرأة الصالحة المتدينة ، أيضاً النساء فى ظل الظروف الإقتصادية وإرتفاع نسب المهور أصبح حلم كل فتاة الزواج من رجل مقتدر يلبى لها طلباتها ويؤمن لها حياة كريمة بعيدة عن شبح الفقر أو العنوسة ، كذلك عدم المسؤولية لدى الطرفين هو ما يُعجل بالطلاق فالرجل يستهين بالكلمة والمرأة لا تكترث لها أو لعواقبها ، النزاعات الزوجية والصراعات المستمرة تأتى بسبب عدم التفاهم والوضوح والصراحة بين الطرفين فعدم تقارب وجهات النظر سبب رئيسى للخلافات ، المرأة لها الدور الأكبر فى المحافظة على إستقرار منزلها وأسرتها وأيضاً الحفاظ على زوجها ، لذلك يجب أن تعىّ جيداً ما لها وما عليها فليس من المقبول أخذ بدون عطاء أو عطاء بدون أخذ فلا يجوز أن تطلب المرأة من الرجل إغراقها بالحب وهى لا تقوم بواجبتها بالشكل الصحيح لذلك يجب أن تضع يدها على عوامل النقص وتدرك كيفية إصلاحها فالعناد وعدم التنازل أو تقبل النقاش بين الطرفين يأتى بالسلب ، على سبيل المثال لا تجعلى من أسرارك كتاب مفتوح للصديقات فليس كل من إبتسم بوجهك يحبك وطبيعة الإنسان أنه لا يحب أن يكون هناك أخر أفضل منه ، كذلك إخراج الأسرار والسماح للأخرين بإختراق عقولنا والتحكم بها حتى وإن كان أقرب الأقربين مثل الأب أو الأم أمر مزعج للرجل أو المرأة ، ومن هنا تبدأ الصراعات فى تزايد وما يزيد الطين بَله هو العامل النفسى لدى الرجل وفكرته عن صورة الزواج الذى هو “شر لابد منه” فما يسمعه عن أعباء ومسؤولية يجعله يكره فكرة الزواج حتى وإن تزوج فتأتى المرأة أيضاً بأفعال تنفر الرجل منها ليخرج من إطار الزواج للإنطلاق بعيداً والعيش دون قيود لحريته التى فقدها عندما تزوج ، كذلك عدم تفهم الزوجة لطبيعة الزوج وتلبية متطلباته بالشكل الذى يرضيه من العوامل التى تؤدى للطلاق لذلك إحرصى على تفهم شخصية زوجك جيداً والحفاظ على نظافتك وتألقك فلا يوجد مبرر يجعلك تهملى زوجك بإسم المسؤوليات والأطفال ، كذلك لا تجعلى تدخل الأسرة فى الخلافات الزوجة عامل هدم فلا داعى للإنطلاق لإمساك الهاتف ونقل ما يحدث بالتفصيل بينك وبين زوجك للأسرة لأن تدخل أى طرف من قبل الزوجة أو الزوج سيكون به إنصاف لطرف على حساب الطرف الأخر ، كذلك الإفتقار للثقافة يجعل الفجوة متسعة بين الزوجين ولا يصلون لنقطة حوار ، أيضاً غياب الأمان وعدم الشعور بالإستقرار الأسرى علامة خطيرة لأنه يجعل كل طرف يسعى جاهداً لإخفاء ما بداخله حتى يتجنب النقاش مع الأخر ومن هنا نجد غياب للثقة والإحترام لذلك من الهام جداً أن يكون هناك لغة حوار بين الزوجين حتى ينعم كل طرف بحياة زوجية سعيدة بعيداً عن مرحلة الإصطدام التى تأتى بسبب الصمت وعدم طرح المشاكل ومناقشتها والتعامل معها بحكمه وواقعية

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *