بين السعودة وبرامج الابتعاث …!!؟

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عتيق الجهني[/COLOR][/ALIGN]

اقتصادياً تعتبر القدرة على الإنتاج سمة أساسية لمحاولة ترسيخ الذات …ولا اعتقد أن ثمة عنصر من عناصر أي منظمة لديه قدرة لا نهاية على الإنتاج ودفع بقية العناصر إليه عدا العنصر البشري لذلك من الأصح أن يطلق عليه ( أصلاً ) من أصول تلك المنظمة يجب عليها الحفاظ عليه وتلبية احتياجاته بل ومحاولة تطويره وتعليمه وتدريبه والاستفادة منه متى ما فكرت تلك المنظمة بعوائد أكثر ربحية ؛
أقول كل ذلك على مستوى المنظمات وإن توسعنا فـالمجال سيشمل ( الدول ) فالدولة التي ترعى مواردها البشرية سوف تحقق النجاح في كل الأصعدة اقتصاديا ..وسياسياً ..واجتماعيا ..وعلمياً أيضاً ؛ وليس ثمة أمر قادني للحديث عن ذلك الأصل المهم إلا تلك التخبطات التي طالته من مشاريعنا المحلية ؛ فــمجرد لمحة بسيطة لأي مدينة من مدن مملكتنا الحبيبة
سـتكشف مدى إهمال ذلك المورد البشري بطريقة أو بأخرى ؛ فـللأسف أغلب مشاريعنا الصحية ؛ التعليمية ؛ و الخدمية أصبح الاهتمام بـالمظهر والديكور والتصميم المعماري الفريد في مقدمة خطط تلك المشاريع ومن المحزن والخطأ الخاطئ أن يكون العنصر البشري من النقاط الثانوية أوربما ما بعد الثانوية بشيء بعيد ؛ فـالمتابع للمشاريع الصحية على سبيل المثال قد تــُرسم علامة استفهام كبيرة فوق رأسه حينما يسمع بمدينة من مدن المملكة يــُفتتح بها مستشفى عام سعته كذا ..ومساحته الإنشائية كذا …ومبلغ إنجازه تلك الملايين من الدولارات ثم يسمع عن مئات العاطلين من خريجي الكليات الصحية في تلك المدينة ..!؟ بل ومن خريجي نفس السنة …! ذلك المشهد يدفعنا للسؤال الواضح الصريح أين تخطيط الموارد البشرية من تلك المشاريع وهل من المعقول أن تغيب تلك النقطة المهمة على المهتمين بالسعودة منذ عام 1975م وهو العام الذي بدأت من خلاله أولى المحاولات الجادة لترسيخ برامج السعودة وتطبيقها واقعياً ..! …ثم لماذا مع كل مشروع صحي بـالذات نتعرف على أصدقاء جُدد ( كموظفين ) من البلدان العربية المجاورة مصر ؛ السودان ؛ سوريا وغير العربية الفلبين ؛ الهند ؛ بنجلاديش ….كيف نستقدم تلك العمالة في مجال التمريض بـالذات ونحن من الأصل لدينا بطالة من الخرجين ..!؟
ما سقته سابقاً هو خلل امتداداً لخلل آخر يجعلني أعيش اليقين جملةً وتفصيلاً بأن ثمة خلل كبير في « برنامج الابتعاث « للخارج أو بالأصح ثمة حلقة مفقودة بين برامج الابتعاث وبين مشاريعنا المستقبلية ؛ والتعجب هنا لماذا عندما نرغب بإنشاء مستشفى مثلاً بعد خمس سنوات من الآن لماذا لا تكون هناك خطة خاصة بتوفير ( الموارد البشرية السعودية ) من الألف إلى الياء ليكون المشروع بكاملة بأيدي سعودية …ثم لماذا لا يكون التفكير الجدي في توظيف الشاب السعودي في تلك المشاريع إلا عندما نصل لوظيفة سائق إسعاف أو حارس أمن ؛ ماذا لو بعثنا أبناء البلد ليكتسبوا الخبرات والعلم في المجالات التي ستكون واقعاً حال أن ينتهوا من برنامجهم الابتعاثي وبذلك ( لا تكون لدينا بطالة ) ونحقق عملية إحلال المواطنين مكان العمالة الوافدة بالشكل الصحيح خصوصاً في تلك المجالات التي تتطلب منا المزيد من الأيدي العاملة ولا تذهب أموال الابتعاث هباءً منثورا …أو على الأقل نتوقف عن سماع تلك العبارة التي دائماً تتردد على ألسن العاطلين عن العمل ما أن ينتهي مشروع من المشاريع العامة لدولتنا أعزها الله والتي مؤداها …. ما من تحسُّن في مستوى السعودة لكن الأمل كان وارداً …!
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *