د.إبتسام بوقري

آلاف المقالات ُكتِبت عنها لتحذر منها لكن عشاقها مازلوا يتهافتون عليها غرتهم رشاقتها ولونها الأبيض وغفلوا أو تغافلوا عن قلبها المحشو بالسواد والذي سوف يدمرهم بالتأكيد يوماً ما، ومن مكرها فهي تستدرج عاشقها وكلما زاد إخلاصه لها وتفانيه في حبها زاد أذاها له وهو يظن نفسه مستمتع بصحبتها حتى تقتله بلارحمة.
إنها فاتنة صامتة تشتريها بمالك وتتحكم بك وفي حياتك وتصبح أسيراً لها طالما رافقتها، ربما لو كانت امرأة لهرب منها الرجال بعد أن عرفوا مساوئها مهما كان جمالها وفتنتها، لكنها (سيجارة) تضعها في جيبك وتحملها حيث تذهب ولاتفارقها إلا وقت منامك وربما تراها في أحلامك لأنك تعودت وجودها وأدمنت عليها فصارت جزءاً أساسيا بحياتك.والعالم المتحضر وصل لقناعة تامة بضرر التدخين وأصبحت هناك برامج لمكافحته ومنعه في الأماكن العامة وآخر قرار صدر من الحكومة الأسباينة بفرض قانون يمنع التدخين بشكل قاطع في كافة الأماكن المغلقة وحتى المفتوحة التي تقع بالقرب من المؤسسات الحكومية والخدمية ، ونشرته جريدة البلاد يوم الاثنين الماضي كما نشرت خبرا بعنوان : حملة توعوية (جامعة بلا تدخين) ومفاده أن معالي مدير الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة الدكتور محمد العقلا دشن الحملة التوعوية التي تنظمها عمادة شؤون الطلاب لمكافحة التدخين تحت شعار \”جامعة بلا تدخين\” وبدأت الحملة بإرسال رسائل إلى أعضاء هيئة التدريس والمدرسين بالجامعة لتخصيص خمس دقائق من وقت المحاضرة لتحذير الطلاب من أضرار التدخين وكذلك طبع شعار الحملة على النماذج الخاصة بالطلاب ووضع لوحات إرشادية وتوعوية بالجامعة والكليات والسكن الجامعي واللوحات الإكترونية وتوزيع منشورات توعوية على مداخل الجامعة، وتستمر الحملة طوال العام الدراسي تتضمن معارض عن أضرار التدخين بالتعاون مع الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين بالمدينة، كما تتضمن إقامة محاضرات طبية وتوعوية لبيان خطر هذه الآفة إضافة إلى عروض لأشرطة الفيديو في الجهات التعليمية في أوقات الإستراحة لبث الوعي لدى الطلاب والتحذير من هذه العادة السيئة.. وقد ذكرت تفاصيل الحملة لأهميتها ولتستفيد باقي جامعاتنا ومدارسنا منها وأتمنى أن تتبنى مثل هذه الحملة لأن التدخين منتشر بين الشباب والفتيات بشكل مخيف يدعولتحرك سريع من جميع الجهات وعلى كل المستويات .
وأعجبني إعلان توعوي في أحدى القنوات الفضائية شاهدته خلال هذا الأسبوع تحت شعار حملة (جيل بلا تدخين) نرى فيه شاب وشابة يدخنان بشراهة ثم يطفئان السجائر في قلب ينبض فيتحول للون الأسود ويتوقف القلب عن النبض .. وتظهر عبارة (أحرق قلبك). لاينبغي أن ننتظر اليوم العالمي لمكافحة التدخين لنقوم بالتوعية بل يجب أن تستمر حتى آخر سيجارة . وأرجو من المدخنين أن يكونوا إيجابيين ويبدأوا بأنفسهم وأقترح عليهم كلما فكروا في التدخين أن يأخذوا ثمن السجائر ويحرقوه بأيديهم فهذا أفضل من أن يحرقوا صحتهم ويخسروها فهي لاتقدر بثمن.
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *