[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]بخيت طالع الزهراني [/COLOR][/ALIGN]

وصلتني على (إيملي) رسالة متداولة تقول بعض جوانبها ما يلي: (رصدت جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية 200 مليون ريال لتحديث بوابتها الالكترونية) ويقول التعليق المرفق: (ما مبررات صرف هذا المبلغ الضخم.. هل هي من أجل تحقيق ترتيب متقدم في التصنيف العالمي للجامعات والذي يعتمد بشكل كبير على مواقع الجامعات الالكترونية؟ انها مشكلة كبرى ان تصرف وزارة المالية مبلغاً كبيراً جداً كهذا لتحديث بوابة الكترونية.. وهل هذا هو المهم، ان تحقق الجامعة مركزاً متقدماً حتى ولو كان على حساب المخرجات العلمية؟.. وحتى لو كان على حساب مشاريع تنموية.. إن مبلغ الـ (200) مليون هذا يمكن له بناء 60 مدرسة ثانوية نموذجية، أو يمكن به ان ننشيء جامعة جديدة.. أو يمكن ان تنشأ به اربعة مستشفيات لكل منها سعة 50 سريراً) أما أنا فأقول: (لا تعليق)؟!!
التربويون
كنا نتوقع أن يقرر ملتقى التربويين الاخير في مكة المكرمة حسم عدد من القضايا الشائكة على خريطة العمل التربوي، ولعل من أهمها المشكلة المزمنة لمعلمات القرى اللواتي يسافرن يومياً مئات الكيلومترات.. ثم كنا نتوقع رؤية شجاعة بالغاء (التقويم المستمر) الذي ضرب بأطنابه ست سنوات المرحلة الابتدائية، ومرشح ان ينتقل الى طلاب المرحلة المتوسطة العام القادم، بعد أن قرر كل من استطلعت رأية انه مشروع اثبت فشله الذريع.. اظن ان من مشكلاتنا اننا لا نتلمس الخلل الاّ بعد سنوات على حساب الوقت، وهذه معضلة أخرى في حد ذاتها.
القطار
يتحدث الناس في شرقي جدة على وجه الخصوص بقلق شديد عن مسار القطار، في مشروع الجسر البري، الذي يراد له ربط جدة بالرياض، حيث هناك شبه تأكيد على ان مسار القطار سيخترق عدداً من الاحياء السكنية في حين يمكن تلافي ذلك بالمرور من أماكن بعيدة عن البيوت والعمارات المسكونة فهل هذا سوء تخطيط، أم انه نظرة علمية (ما تخر منها الموية) واتجاه لا يمكن الرجوع عنه بحال من الأحوال حتى وان جاء ضد اقتلاع العديد من الأسر من الاماكن التي اختاروها بقناعة ثم هل سيكون (التعويض) مجزياً نفسياً ومادياً إلى درجة (النغنغة) ونسيان ذكرى خروجهم من دورهم.
العيص
هزات العيص ومشكلات البراكين تحتاج إلى رأي علمي واضح يقرر، هل ان تلك المنطقة صالحة للسكن في المنظورين القريب والبعيد بحسب الرؤية الجيولوجية العلمية ام انها ستظل بؤرة هزات مع الزمن.. الرأي العلمي في هذه المسألة مهم جداً والعلم عند الله اولا وأخيراً، ولكن الانسان يتلمس ويتعرف على المستقبل من خلال العلم الذي أوجده الله للانسان فإن كانت النتائج سلبية، فلماذا لا يبدأ التفكير باقامة مدن جديدة خارج النطاق الزلزالي للعيص، ينتقل لها الاهالي من خلال عمل ضخم مشترك حكومي وأهلي استثماري، ولعل الخيرّة فيما اختارها الله، فما هو الرأي في هذا الجانب؟!!
مناحي
أمر مخيف ذلك الذي فعله مجموعة من الشباب، الذين أطلقت عليهم صحيفتا (الحياة) و(الوطن) المتشددين عندما اقتحموا الاسبوع الماضي مركز الملك فهد الثقافي بالرياض، لمحاولة منع عرض فيلم (مناحي) ثم قيام مجهولين بارسال رسائل قصيرة SMS الى فايز المالكي بطل الفيلم تدعو عليه بالشر المستطير والعذاب!
والسؤال هل يحق لهؤلاء أن يرفعوا المنكر – إن كان هناك منكر – بأيديهم ، وهل هذا هو منهج الاسلام وسماحته، وما هو الانطباع الذي ستتركه مثل هذه الاعمال الغوغائية في نفوس حتى غير المسلمين عن الاسلام.. اخشى ان تكون هذه الممارسات غير المسؤولة (من قبيل الصد عن سبيل الله) ولا حول ولا قوة إلاّ بالله.
أوباما
الخطاب الذي القاه الرئيس الامريكي باراك أوباما في جامعة القاهرة ووجهة للعالم الاسلامي يمكن ان نقول عنه محاضرة من شخصية غير عادية، ابهرت المتابعين بدقتها وقدرتها على الحضور الذهني والنفسي والاكاديمي، والخطاب في الجملة تأكيد على أن أمريكا قد استنفدت تجربة مخلب الاسد في عهد الرئيس بوش، واستبدلتها بمخلب القط، وفي كل الاحوال فالولايات المتحدة بلد مؤسسات، يديرها فريق كبير من الخبراء والشيوخ، وصلاحيات الرئيس محدودة، وفي عهد الرئيس أوباما واضح أن المنهج الامريكي هو التعامل بـ (القوة الناعمة) وعلينا كعرب ومسلمين المزيد من الضغط لاستثمار المعطى الامريكي الجديد، من خلال توحيد كلمتنا، والاتفاق على رؤية استراتيجية ذكية تستثمر الممكن خلال (أربع سنوات الديمقراطيين) في البيت الابيض، وعلى الفلسطينيين خصوصاً (تكبير أدمغتهم) بدلاً من التناحر الداخلي، الذي يمكن أن يضيّع عليهم وعلينا فرصة (جاءت من السماء)!!
خارطة العرب
نظرة الى خريطة العالم العربي والاسلامي، وما يصدر عن دولها وأحوال أهلها، من حروب وتطاحن وفقر وتخلف، تصيب كل واحد منا بالتساؤم، مقارنة بما نرى عليه الأحوال في دول اوروبا الغربية مثلا، ومع ان الله تعالى قد أكرمنا بالدين الحق الاسلامي وبالثروة البشرية والامكانيات، الاّ أننا مازلنا في آخر ركب الدنيا، وكأنه مكتوب علينا أن نظل نتجرع آلامنا وهزاءمنا وانقساماتنا، بينما العالم الأول مشغول بالعلم وآفاقه، وبالتقارب فيما بينهم وتوحيد رؤاهم ومناهجهم وحتى عملاتهم النقدية وتطوير قدراتهم، ورفاه انسانهم.. ويظل المحزن في كل ما نرى من كوارث في ديارنا، أنها بأيدينا لا (بيد عمرو)!!
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *