يحيى عبود بن يحيى

كنت ذات مساء ملبد بالغيوم أستمع لفضائية (هوائية) يقول فيها أحد (المرفهين) المنعمين وهو يقول وبصوت عالٍ \”ليس بالخبز يحيا الانسان\”.وقتها وحينها قلت لنفسي هذا (الرجل) المنكشح أما انه لا يعي ما يقول أو أنه يأكل دون أن يدري من أين أتى له هذا الخبز؟ .فهو ابن تركه (ثقيلة) مملوءة خزائنها بالخيرات وهو لا يدري (عفا الله عنه) من أين وكيف جمعت؟ وبالتالي أصبح وأمسى (ابن نعمة) يشار اليه بالبنان.. لكنه لا يدري.. كيف تكونت هذه (النعمة). ومن من الأشخاص من قام بالمهمة على عاتقه فجمعها ليلاً ونهاراً.. ثم تركها (للذرية) الذين ورثوا (المال) دون ان يدروا من جمعها؟.
والذين يهرفون بالشعارات قائلين وبطونهم متخمة قائلين \”ليس بالخبز يحيا الانسان\” نقول له وبحق يا هذا عيب؟ يا إنسان لا تصيب الانسانية بمقتل . ليت الناس فكروا بجد واجتهاد وزرعوا معنى التراحم بدلا من الاستفزاز وانظروا للصائم كيف يمضي ساعاته وهو صائم كيف يعمل؟ وكيف يقابل الناس في دائرته التي يعمل بها؟ وكيف يضيق بكثرة الكلام حتى من زوجته واطفاله.فكيف بالناس الآخرين الذي قد يسببون له الصداع وفلتان الاعصاب.
ولو حرص الناس على اعطاء كل ذي حق حقه لما جاع الناس.
وهل كان من جمعها متبعاً الطريق الصحيح ام انه كحاطب ليل تمتد يداه يميناً وشمالاً.. ولم يفطر قط هذا (الجامع) أكان في خطواته يسير على الطريق الصحيح.. أم أنه كأي (مجرم) لا يهمه معنى الحلال أو الحرام.وكلكم تعرفون وانا في مقدمة (العارفين) ان الانسان منذ اللحظة وهو فارغ فمه وياترى.لماذا يصرخ هذا المولود؟ وهل هو هاوي صراخ وعويل.
والحقيقة المؤكدة أنه الجوع والجوع ذلك لان بطنه من الأساس خاوية واعصابه متهالكة وفكره مشتت ونواياه غير مستقرة..والسؤال الملح لماذا؟ والجواب الصحيح والعملي انه (الجوع) انه البطن الخاوي الفارغ من كل شيء جعل صاحب هذا البطن.. يصرخ .. الحقوني يا خلق الله.. أنقذوني يا ناس.. انا جائع .. جائع .. جائع . ولهذا كثرت الحوادث وسرق من سرق وقتل من قتل واعتدى من اعتدى والسبب في ذلك .. انه الجوع.ولما كانت أراضي الدنيا المنعمة بالخير تستقبل الكثير من الجوعى.. الذين لا يطلبون من احد سوى أن تتملئ بطونهم كي لا يسقطوا صرعى الجوع القاتل.
ومن المعروف أن (القاضي) لا يقضي أية قضية مهما كانت وهو (جائع) لأنه حينئذ سيقضي وهو غير واع.وسيدنا علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) قالها كلمة واضحة \”لو كان الفقر رجلا لقاتلته\”.اجارنا الله جميعاً من الفقر والجوع وعدم الالتجاء إلى الذين يهرفون دون وعي ولا رشاد وبكلام منمق لا مسؤول.
\”نغم راق\”
\”عش ما شئت فإنك ميت، واحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به..\”.
يا امان الخائفين وحسبنا الله ونعم الوكيل.
جدة – ص ب 6225
ت 637504

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *