[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عمر عبد القادر جستنية[/COLOR][/ALIGN]

تناست بيروت بعض همومها ، او هكذا تخيلت، واخفت مأزقها السياسي ، وارتقت بعيدا لتحقق حلم وطن التعايش بالتوافق، دونما حسابات معقدة ، بيروت التي تعرف قدر المحبين والعشاق والمريدين والباحثين عن بعض منافع الحرية الشخصية، هي نفسها التي نفتقد، رايتها وكأنما عادت تضج بالحياة، ولن تملها، حينما استقبلت نفراً من بني يعرب، وبعض اهلنا لحضور معرضها للكتاب، في حضور لبناني احسبه اقل من المعتاد ربما شغلتهم بعض شقوتهم، او قضايا الشوارع التي تكاد تكون محتقنة، وستعود قريبا، فهي اعتادت ان تعيش المحن، وتتجاوزها بحكمة داخلية تساندها قلوب تحب لها الخير ابدا، تذكرت عبارة سمعتها منذ أمد بعيد \” لا يوجد مصير الا الذي نصنعه \” .
في معرض الكتاب تابعت كما يقول الصديق الجميل محمد فرحات \” بيروت .. ترفع كتبها باليمين وباليسار ، الكتاب الذي يعبر عنها ، ويظهر ما استبطن من ماضيها ، ويحاول استكناه المستقبل من احتمالات مفتوحة على رياح الدنيا \” شخصيا اسعدني المعرض بكل مافيه وما احتوى خصوصا حضور الاستاذ حازم صاغية، والسيدة هالة القحطاني، والمستشار محمد سعيد طيب واخرين وهم يوقعون كتبهم، ويلتقون مع اطياف قد لا تلتقي معهم يوما في طروحاتهم، بكثير من الود والتسامح والسمو واخلاق النبلاء ، وتلك صورة مغايرة لما ذهب إليه الطاهر بن جلون غشيته رحمة الله في كتابه الاخير مما قرأت – البلد \” .. الفقر، وانعدام الامن ، والاحتكاك امور لا تترك للحوار والتسامح مكانا \” .
اسعدتني بيروت كعادتها بلقاء الاخلاء والخلصاء وبعض الاصدقاء واهل المودة سويعات قضيتها مع استاذي القدير الذي غدا صديقي عبد الوهاب بدر خان، وصديقي اللدود الجميل احمد عدنان، وصديقنا المشترك احمد العرفج الذي لن ابرح او اقايض بانه من اجمل من يكتبون ويتحدثون بسخرية عن أي شيء دونما اساءة واحدة، ويسخر فوق السخرية بحديث لا يبدأ فيه السخرية إلا بنفسه، جميل ان ادعي اليوم انه صديقي الجميل ورحم الله الاستاذ عبدالله الجفري الذي كان يكتب عن ولصديقه العزيز جداً وهو صاحب العبارة بعد تحريفها، \” ايناسة \” بيروت كانت وستظل محفورة في الذاكرة، وانهاري ستظل مرافئ ودي الخالص، وكأنما الزمن مسألة حظ ، ومعهم تمنيت لو ان الصديق عبد الله الكريديس كان حاضراً هناك في بيروت لتكتمل صور الودودين بإخلاص بعيدا عن الرياء، فكثير من الود ينقصه التسامح .
بيروت متى تعودين .. نحن نفتقدك.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *