برلمان الظل
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. رؤوفة حسن [/COLOR][/ALIGN]
تم خلال الأسبوع الماضي افتتاح أعمال الجلسة الأولى لبرلمان الظل النسائي في اليمن في قاعة مجلس النواب الذي شهد منذ قيام الجمهورية دورة انتقالية واحدة فيها احدى عشر برلمانية ثم ثلاث دورات انتخابية في الأولى امرأتين والثانية امراتين ثم واحدة فقط في الدورة الثالثة، أي أن عدد النساء المنتخبات للبرلمان كان في تناقص مرة تلو أخرى.
الأمر الذي دعى الى التفكير في برلمان للظل ليس فيه منافسة مع الرجال والعضوية فيه مكفولة لكل من حاولت ان تنجح في الانتخاب واستمرت حتى خرجت النتائج. ثم قامت هؤلاء النساء ممن سبق لهن ترشيح انفسهن للبرلمان الحقيقي بوضع قائمة باسماء من يرغبن منهن في ادارة جلساتهن وتم التصويت ببساطة على أساس نوع من التوازن الجغرافي، وهكذا بدأت أعمال جلستهن الأولى.
كان شكل مجلس النواب غريبا، فبعد سيطرة اللون الأبيض والملابس الشعبية الفاتحة اللون المختلفة التي يلبسها أعضاء مجلس النواب من المناطق المختلفة، وعددهم ثلاثمائة من الرجال وامرأة واحدة، كان المجلس هذه المرة غامرا باللون الأسود مع زخرفة بعض الألوان الفاتحة لغطاء الرأس عند غير المنقبات.
من حسن الحظ أن المدرسة الديمقراطية التي أسست البرلمان وتساند عمله وهي منظمة غير حكومية ناشطة في المجال الديمقراطي قد وزعت الأوشحة البرتقالية التي تحمل شعار برلمان الظل ووضعتها الحاضرات على اكتافهن فمنح القاعة نوع من التوازن اللوني المتناسق.
العمل في الظل:
اليمن كغيرها من الدول العربية وخاصة في الجزيرة لديها مشاكل نفسية وموروث عثماني مضاد لظهور النساء في المجال العام. ورغم ان الحياة لا تستقيم بدون الرجال والنساء معا، باعتبار ذلك هو سنة الله في خلقه، إلا أن شكلا ثابتا من تقسيم العمل يسيطر على أذهان العامة وحتى أحيانا بعض المثقفين على نحو يجعلهم لا يشجعون ولا يتحمسون لتنافس النساء معهم على المناصب القيادية خارج البيت.
الأمر الذي يجعل النساء في ظل التغيرات التي حصلت على مجالات الحياة المختلفة، يعملن بكل الطرق من أجل ان يكون لهن مكان في مواقع صناعة القرار، وخاصة حيث يصنع القانون ويؤثر عليهن وعلى اولادهن دون ان يكون لهن رأي فيه.
ولما كانت فرص التدرب والمشاركة في البرلمان الحقيقي متناقصة وتقترب صعوباتها من الاستحالة فإن برلمان الظل يعتبر موقعا مناسبا للتعلم والظهور دون تهديد لمقاعد المتمسكين بها من الذكور.
وقد قامت إحدى عضوات برلمان الظل وهي مسؤولة حزبية دخلت في إطار التحزب السياسي حديثا، لكنها في نفس الوقت شاعرة معروفة في اليمن، بتقديم قصيدة من مقاطع متعددة بهذه المناسبة اقتطع منها مقطعا واحدا بعنوان لوائح تقول فيه الشاعرة نادية مرعي:
التقاليد العريقة …مهام مشوشة… لقادة خائبين.. تفاصيلها عابرة ..لإيجاد نكسة حقيقية.!
[email protected]
التصنيف: