[ALIGN=LEFT][COLOR=blue] رفعة بنت محمد الغامدي[/COLOR][/ALIGN]

أصبح من المعتاد رؤية العديد من النساء في وسائل الإعلام يتحدثن بحماس شديد وحرية واضحة في مواضيع مختلفة , بعضها طبيعي ومقنع وبعضها غريب وسخيف ولكنها جميعا تدور في فلك واحد وتحمل إعلانا واحدا ( أنا هنا ) وكأن المرأة كائن خفي غير مرئي .ولا أدري هل يحملن فعلا على عاتقهن مهمة الدفاع عن بقية بنات جنسهن ؟ أم أنها مجرد عذر ليظهرن في الوقت الذي يصنعن بأيدهن الأخريات عائقا موحلا لجميع النساء؟
على كل حال لا نملك أن نحكم على ما في قلوبهن من نوايا , فإذا كانت المتحدثة تصارع لتقود المرأة السيارة ، وتضارب لتحمي المرأة من الضرب والعنف الأسري , وتسير في الشارع وهي تحمل لافتة لمنع زواج الصغيرات ؛ فإني أتمنى من هؤلاء أن يقفن قليلا لمراجعة قضاياهن التي تبنينها وأن ينظرن خلفهن ليتأكدن من وجود الدعم المستمرالثابت .
أود أن ألفت انتباه المتحدثات عن الحرية وحق المرأة في تبوء المناصب المحصورة في الرجال وغير ذلك ؛ أمنيتى أن يعرفن أن توجه غالبية النساء في مجتمعنا اتخذ منحى آخر يتسم بالهدوء والبحث عن الراحة والعودة إلى المنزل وممارسة الأعمال النسوية القديمة , حتى أولئك اللاتي حظين بوفر من الحرية أصبحن يتراجعن ويعدن إلى ارتداء جلباب الجدات والأمهات , لأنهن قد سئمن تحمل المسؤوليات وناءت كواهلهن بها , كما وجدن الرجل في مجتمعنا يبحث عن المرأة السكن , المرأة التي تجعل منه الربان الوحيد الذي يقود الدفة حتى وإن كانت في الحقيقة تجدف من جوانب المركب , تشعره بأنه مصدرها الوثائقي المعلوماتي الوحيد , وتهز رأسها دهشة لكل شاردة وواردة يقولها , وهي في الواقع مدرسة تخرج آلاف مثله . تترك العمل من أجله وأطفاله وتدفعه دون أن يشعرأضعاف ما كانت تجنيه من وظيفتها .المهم أنه تخلص من طموحها وسعيها الدائم للنجاح .
وعلى ضوء هذه المستجدات في توجهات النساء ؛لا أعتقد أن المؤيدات لقيادة السيارة كثيرات ؛ لأن في ذلك زيادة عليهن في الأعباء التي تسعى للتخلص منها .
كما أن المفاهيم التي تتربى عليها بعض النساء في مجتمعنا تحول دون هذه المطالبات بمساحة أكبر للمرأة ؛ وإلا فكيف ستتولى المرأة منصباً إدارياً كبيراً وتخدم المراجعين وهي تعلم أطفالها أن ( كلمة ما أدري ترفع قدري).
هل المرأة هي الصوت الحقيقي لجنس النساء (لا أتوقع أن تختفي غيرة الأنثى الأزلية من أختها الأنثى). في حين ارتفع سقف الخيارات الوظيفي والعملي أمام النساء بدأ الكثير منهن في التراجع والتأني قبل الضياع في متاهة الخروج من المنزل .لذلك أوجه نصيحتي إلى أي ناشطة باسم النساء : توقفي قليلا وانظري خلفك.
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *