•• يوم الثلاثاء الماضي كتبت تحت عنوان “لغز – المراكز الصحية”.. وكنت ابث معاناة الناس من مراكز الرعاية الصحية الأولية، والتي لم يتبدل حالها منذ 40 عاماً، منذ ان عرفنا انفسنا وعرفنا الحياة، وعرفنا مراجعة المصحات.. طبيب عام يكشف “على السريع” وفيما انت مازالت تبث الطبيب شكواك من المرض، يكون قد انتهى من كتابة “الروشتة” الطبية، ثم تتوجه الى الصيدلية لتأخذ “ما تيسر” من الحبوب واحياناً معها قارورة شراب.. وكان الله سميع الدعاء.
•• في “عكاظ” الخميس (27 جمادى الآخرة 1436هـ) تحدث مسؤول سابق في وزارة الصحة على طريقة “شهد شاهد من اهلها” وقال ما يمكن ان نعتبره روشتة علاج لتلك المراكز البائسة، او لعلها (خارطة طريق) لمقام وزارة الصحة، ان كانت لديها النية لاصلاح الحال “المائل” لتلك المراكز، بحيث يمكن بعثها من “رقادها” واعادة الحياة لها.
•• قال الدكتور عثمان الربيعة وكيل وزارة الصحة الاسبق (ان المراكز الصحية تمثل المستوى الاول للرعاية الصحية التي تقدم للأسرة بأكملها، وهذا الدور الهام يضعها في المرتبة الاولى في النظام الصحي).. ثم أضاف الدكتور الربيعة كلاماً شخص فيه حال تلك المراكز بقوله: (لكنها فقدت هيبتها، لان الامكانات الهزيلة التي اعطيت لها وضعتها في المرتبة الاخيرة).
ثم ختم بشيء مهم مفقود في تلك المراكز بقوله: (بالاضافة الى توفير التنظيم الاداري الجيد والبنية المكانية المريحة) هذا ما قاله مسؤول سابق كبير، وبما يؤكد بشكل رسمي دقة ما ذهبت اليه في مقالي، ومقالات اخرى سابقة لي عن تلك المراكز، التي فوق عددها القليل بالاحياء في المدن، فانها هزيلة العطاء، ضعيفة الادارة، وفي الجملة فهي بحال الراهن (لا تسمن ولا تغني من جوع).
•• وفي ذات المكان والتاريخ من (عكاظ) قال الدكتور حسن صالح جمال شهادة ضد تلك المراكز: (للاسف الشديد طالبنا مراراً وتكراراً بتحسين وزيادة عدد مراكز الرعاية الصحية في الاحياء لتخفيف الاعباء عن المستشفيات ولكن للاسف لم يحدث شيء، وظل الحال كما هو عليه).. ومن كلام استاذ طب وجراحة النساء والولادة الدكتور حسن صالح جمال يتضح استشعاره لحاجة المراكز الصحية لشيئين.. التحسين وزيادة العدد فهل تتجاوب وزارة الصحة؟.
•• يا معالي وزير الصحة.. هذا هو الحال البائس لمراكز الرعاية الصحية الاولية امامك، نقلنا لك – كصحفي – ما نسمعه من رأي الناس وما نحس به خلال مراجعتنا وهنا ايضا ما قاله مسؤول سابق بالوزارة، وما قاله كذلك طبيب معروف.. فهل يكفي كل هذا لان تتحرك الوزارة ام ان الحال سيظل كما هو رغم زحف السنين ومطالبات الناس؟.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *