بأية حال جئت يا عيد
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]إبراهيم مصطفى شلبي[/COLOR][/ALIGN]
أيام قلائل و تشرق علينا شمس العيد الزاهية في عيد التضحية و الفداء.
يأتي العيد و أمتنا الإسلامية وجراحها تنزف و هي تعاني من آلام الفرقة و التشرد و البؤوسبعد أن نهشت جسدها الواهن الذئاب الشرسة . و مع هذا يظل العيد بصمة أمل و محطة فرح تدفعنا إلى مزيد من التفاؤل
بانقشاع الغمة و سيبقى العيد بمشاعره و أحاسيسه بلسماً لكل الجراح .
أحبتي أجعلوا من العيد منطلقاً لغسل كل الأحقاد والضغائن و عطروه بصلة الرحم و مدوا جسور التواصل لكل الأحبةمن الأصدقاء و الجيران و المعارف .
و إذا مانظرنا لفلسفة العيد في عيون الأدباء و الشعراء سنجد أنهم يصورون العيد بحسب ظروف و أحداثكل حقبة من الحقب التاريخية .
فهذا أبو إسحاق الألبيري يترجم أحاسيسه في الأبيات التالية:
ما عيدك الفخم إلا يوم يغفر لك
كم من جديد ثيابٍ دينه خلق
ومن مرقع الأطمار ذي ورع
ويقول المعتمد ابن عباد بعد أن تم أسره عقب سقوط ملكه بالأندلس :
فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا
وكان عيدك باللّذات معمورا
وكنت تحسب أن العيد مسعدةٌ
فساءك العيد في أغمات مأسورا
ترى بناتك في الأطمار جائعةً
في لبسهنّ رأيت الفقر مسطورا
معاشهنّ بعيد العــزّ ممتهنٌ
يغـزلن للناس لا يملكن قطميرا
أما في عصرنا الحاضر وبعد أن ازداد الإبتلاء و قد عبر الشعراء عن مرارتهم بما آلت إليه الأوضاع فيقول
عمر بهاء الدين الأميري:
يقولـونَ لـي: عيـدٌ سعيـدٌ، وإنَّهُ
ليـومُ حسابٍ لـو نحـسُّ ونشعـرُ
أعيـدٌ سعيـدٌ !! يالها من سعـادةٍ
وأوطانُنـا فيهـا الشقاءُ يزمـجـرُ
و يقول الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي في قصيدته العصماء (عندما يحزن العيد) راثيًا حال الأمة الإسلامية بما يشاهده من معاناتها:
أقبلت يا عيد والأحزان نائمـة
على فراشي وطرف الشوق سهران
من أين نفرح يا عيد الجراح وفي
قلوبنا من صنوف الهمِّ ألـــوان؟
من أين نفرح والأحداث عاصفة
وللدُّمى مـقـل ترنـو وآذان؟
و يضيف أيضاً
من أين والمسجد الأقصى محطمة
آمالـه وفؤاد القـدس ولهـا؟
من أين نفرح يا عيد الجراح وفي
دروبنا جدر قامـت وكثبـان؟
و مع هذا فإن الأمل مايزال قائماً في أن يأتي العيد بابتسامة الفرح و النصر و التمكين فيقول عمر أبو ريشة :
سينجلـي لَيْلُنا عـن فَجْـرِ مُعْتَرَكٍ
ونحـنُ في فمـه المشْبوبِ تَغْريـدُ
كما يشاركه التفاؤل الشاعر عمر بهاء الدين الأميري فيقول:
عسى أنْ يعـودَ العيـدُ باللهِ عـزّةً
ونَصْـراً، ويُمْحى العارُ عنّا ويُنْسَـخُ
و المعذرة من الأحباء القراء بعد أن كدرت صفوهم و هم في نشوة الفرح و بعد أن بلغهم الله هذه العشر المباركة
نسأل الله أن يعيد هذه المناسبة الكريمة والأمة الإسلامية ترفل في ثياب الكرامة والعزة و التمكين
وقفة
عن ابن عباس رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله منه في هذه الأيام العشر . قالوا ولا الجهاد في سبيل الله !! قال : ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء ) أخرجه البخاري 2/457
التصنيف: