[COLOR=blue][ALIGN=LEFT]د. رؤوفة حسن [/ALIGN][/COLOR]

في الدولة المدنية، تكون للضعفاء جهات مختصة تحميهم من بطش الأقوياء. وجود الشرطة مثلاً هو للحماية المباشرة عند وقوع الاعتداء. لكن الذين يعملون ولا يملكون سوى قوة عملهم، يضطرون في سبيل لقمة العيش لاحتمال الكثير. وفي بلدان العالم الشرقي والغربي منه توجد نقابات متخصصة مهمتها مقابل اشتراكات شهرية ان تحمي هؤلاء من تسلط أرباب عملهم عند الخروج عن القانون، أو المواثيق الدولية.
ويكون اللجوء الى القبيلة او العشيرة هو سلوك للمجتمع الذي لا يتقبل النقابات المهنية أو الحرفية كوسيلة لضمان تنفيذ حقوق الناس. فكيف تسجل النقابات ان وجدت قدرتها على الفعالية؟ وكيف تستطيع توعية العمال بحقوقهم في القوانين التي تنظم عملهم على نحو يكفل السماح لهم بالوجود في هيئات نقابية ممثلة لهم كلما دعت الحاجة؟ كان هذا هو صلب موضوع التدريب الذي استمر لمدة ثلاثة أيام في مقر الاتحاد العام لنقابات العمال في صنعاء، حضره ثلاثة وثلاثون رجلاً وامرأة من مختلف النقابات في محافظات الجمهورية اليمنية.وبصفتي المدربة لهذه الدورة تمكنت من إكمال العام الميلادي وبدء العام الهجري في عمل أشعر أنه قد يخدم العمال والعاملات في مختلف المواقع الصناعية والخدمية في اليمن. وكان الختام هو تبادل التهاني والتمنيات باللقاء في عام واعد بالعمل ندعو الله ان يكون أيضاً واعداً بالأمن والاستقرار.
التذكير والنسيان:
لاحظت بدهشة حقيقية كيف ان معظم النقابيين والنقابيات المخضرمين في اليمن لديهم حس عالٍ بحقوق العمال في كل مكان ويساهمون في المؤتمرات الدولية التي يشاركون فيها بالمطالبة بحقوق العمال العرب والمسلمين المهاجرين في بلاد الغرب.وعندما نسألهم عن الجهود التي يقومون بها للعمال من غير اليمنيين الذين يعيشون في اليمن إما كعمالة رسمية وافدة وإما لظروف اللجوء الذي أوصلهم الى بلادنا ليعيشوا فيها ويقومون بالعمل في مختلف القطاعات، نجد أن هؤلاء المخضرمين لا يعتبرون هؤلاء المهاجرين من ضمن الشريحة العمالية التي يجب عليهم معرفة ظروفها وحمايتها من أي شكل للتعسف يواجهونها.
يذكرني هذا الأمر بالغضب الذي عبر عنه البعض من موقف الغالبية السويسرية تجاه المآذن الاسلامية دون أن يفكر الغاضبين ان مجتمعاتهم هي أيضا تقف موقف اكثر تشددا تجاه الأديان الأخرى. وتأتي الإجابة المعتادة بأن واقعنا مغاير وبأننا لاندعي وصاية على حقوق الانسان كما يدعون أنهم من حماة هذه الحقوق. وبالتالي نبرر لأنفسنا ما لانقبل ان يقوم به الآخرين. كان النقاش بشأن العمال من غير اليمنيين عاصفا وساخنا شكل للبعض بداية جديدة لإعادة التفكير في المسلمات اليومية والتوجه نحو النظر الى العمال بشكل أكثر عدل بغض النظر عن مكان ولادتهم أو الموقع الجغرافي الذي كانوا يسكنون فيه.
كانت بداية عام ونهاية عام للتفكير في المألوف وتذكر ما ننساه. وكل عام وانتم في خير.
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *