[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]خالد معالي [/COLOR][/ALIGN]

يوماً بعد يوم، وفي ظل العودة للمفاوضات؛ تنتعش حركة الاستيطان، وتواصل سلطات الاحتلال قتل الفلسطينيين بدم بارد كما حدث في مخيم قلنديا، فالمس بحرمة الدم الفلسطيني واستباحته بات أمر عادي في عرف \”نتنياهو\”، كذلك إطلاق يد المستوطنين في البناء الاستيطاني، والزحف على ما تبقى من أراضي الضفة الغربية، لتقوى وتنتعش حركة الاستيطان بشكل غير مسبوق، والإعلان عن بناء مستوطنات جديدة؛ حيث أعلن عن مستوطنة \”ليشم\”غرب سلفيت.
الإعلان عن المصادقة على بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في القدس والضفة، ومحاولات تقسيم الحرم القدسي، وهدم المنازل ومصادرة الأراضي وتجريفها، في القدس والضفة والنقب والداخل المحتل؛ كلها مؤشرات واضحة لما يريده الاحتلال من المفاوضات، وليست بحاجة لعمق تفكير.
بات المستوطنون يشعرون بأنهم فوق القانون، وفوق البشر، حيث لا حسيب ولا رقيب عليهم، وصاروا يسرحون ويمرحون، في مختلف مناطق الضفة الغربية، ويعتدون يوميا على مركبات المواطنين ويغلقون الطرق متى شاءوا، ويعربدون، وكل ذلك بحماية جيش الاحتلال الذي لا يتدخل إلا في حال تعرض المستوطنين للخطر.
بلطجة وعربدة المستوطنين وسرقة الأراضي ومصادرتها، وتجريفها لصالح توسعة مستوطناتهم؛ تتزايد كل يوم؛ فحرق للمزروعات، وقلع أشجار الزيتون وسرقتها وحرقها، ونشر الرعب والخوف والدمار في الضفة هو ما يتفاخر به المستوطنون في ظل عدم وجود ما يردعهم.
ويوما بعد يوم يتضح أن \”نتنياهو\” يريد مفاوضات لأجل المفاوضات وعلى مقاساته؛ كي يستخدمها غطاءً لتهويد ما تبقى من الضفة الغربية، وفرض الوقائع على الأرض بقوة السلاح والإرهاب.
مع إطلالة كل شمس يوم جديد في الضفة، صار للمستوطنين صولات وجولات في مختلف المناطق، ويتقنون في إفساد حياة الفلسطينيين بمختلف الأساليب والأشكال، ولا يتوانون عن فعل الأفاعيل تحت سمع وبصر العالم.
المستوطنون المستجلبون من مختلف دول العالم؛ يزعمون أن الأرض الفلسطينية لهم؛ كونها ارض ألآباء والأجداد، ومن ثم يستوطنونها، ولا يكلفهم ذلك شيئا، فهم مرتاحون لاستيطان غير مكلف، وسريع، ومحمي.
الاستيطان مجرم؛ كما هي مجزرة مخيم قلنديا، فالمحتل والمستوطنون لا يقتلون الفلسطيني فقط؛ بل يقتلون الاستقرار والهدوء في العامل أجمع.
يصرح \”نتنياهو\”بكل وضوح ويقول: لا عودة لحدود 1967، ولا تراجع عن توحيد القدس باعتبارها عاصمة لدولته المزعومة الفانية، ولا وقف للاستيطان، ولا لعودة اللاجئين؛ فماذا تبقى أكثر من هكذا صراحة.
الزمن لا يرحم الضعفاء، ولا تعود عقاربه للوراء، ويجري سريعا؛ فعلى مختلف قوى الشعب الفلسطيني أن تجري سريعا نحو الوحدة والمصالحة، فالوقت ينفذ بسرعة، والاستيطان يتوحش، ويأكل اليابس والأخضر، ولا مجال للمزيد من الضعف والانقسام؛ لعل أولادنا يترحمون علينا في قبورنا بعد حين؛ بدل أن يلعنونا ألف مرة في اليوم الواحد، ويحملونا وزر ضعفهم، وهوانهم على الناس، وقتها.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *