انتبه .. كتابك إلكتروني

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد كامل الخجا[/COLOR][/ALIGN]

هل انتهى عصر الكتاب؟
هل سيختفي من حياتنا \”خير جليس\”؟
سؤال مطروح منذ سنوات قليلة، منذ بدأت القنوات الفضائية تشغل الإنسان عن كثير من الاهتمامات والهوايات ومنها هواية القراءة.. إذ أصبحت الشاشة هي الشغل الشاغل للناس ليل نهار، وخاصة الجيل الجديد الذي يتابع مشدوهاً ما يعرض عليه بكثير من الإثارة والاستحواذ.. أقول هذا وأنا أقرأ خبراً جديداً يقول إن مجموعة من المبدعين والأكاديميين الأمريكيين، شككوا بمستقبل الكتاب التقليدي، أي الكتاب المطبوع على الورق، بدأوا يتكهنون منذ الآن بقرب اختفاء الشكل المألوف للكتاب من جراء مزاحمة الكتاب الالكتروني الذي صار حقيقة واقعة في بعض الدول المتقدمة تكنولوجيّاً..
هذه المجموعة من المبدعين والأكاديميين التقت مؤخراً في مدينة بافالو التابعة لولاية نيويورك، ومنهم مجموعة من الشعراء والروائيين حيث ناقشوا قضية الكتاب الالكتروني ووسائل تطويره، كما خصصت جمعية اللغات الحديثة ضمن اجتماعها السنوي الذي عقدته في الاسبوع الأخير من هذا العام 2009 الميلادي عدة جلسات لدراسة آفاق تطور القصيدة الالكترونية والرواية غير المطبوعة.
(الشاعر الالكتروني) – وهذه تسمية جديدة – للاوس بيكونو جليزر الذي يرأس مركز الشعر الالكتروني لأمريكيين أكادميين مثل هذه الجلسات واعتبر مجرد قبول الأوساط الأكاديمية دراسة الفكرة في اجتماع موسع يعتبر مؤشراً على تزايد الاهتمام بالكتاب الالكتروني الذي يقدم للقارئ كما يقول – خدمات لا يستطيع الكتاب العادي تقديمها، ومنها إمكانية الاتصال بالمعجم، ومشاهدة صورة الشاعر، وعقد مقارنات مع قصائد مشابهة.. على صفحة الكترونية واحدة.. كما ستكون هناك – والكلام لا يزال للشاعر الالكتروني ـ متعة خاصة لقراءة الرواية على الشاشة نظراً للامكانات التي يتيحها الكومبيوتر الذي تسمح كلماته الملونة والمؤطرة بالقفز بين الجمل.. والعبارات الضرورية .. دون الوقوف عند الجمل.. التي تستخدم على سبيل الحشو، ولا تنتهي أصلاً إلى الكتابة المصفاة والمقطرة.. هذا ما يتداوله العالم اليوم.
ولكننا نقول إن التكنولوجيا مهما بلغت من تقدم لا يمكن أن تلغي صحبتنا التاريخية مع الكتاب التقليدي.. الذي نجد في مطالعته متعة لا توصف.. ولا يمكن أن تحققها الالكترونيات.. كما أننا نتوقع أن يحدث الكتاب الالكتروني.. ثغرة في المعرفة الإنسانية، ويلغي قسماً من الذاكرة البشرية.. التي تتوارث الأجيال معارفها.. منذ قرون طويلة.. بوساطة الكتاب المطبوع!.
إننا مع القائلين بأن هناك أنواعاً من وسائل المعرفة ـ ومنها الكتاب المطبوع ـ حققت وتحقق تطوراً منطقيا للمعرفة، هذا التطور الذي يحتاجه البشر لدعم منطقهم الذاتي.. والحفاظ على توازنهم النفسي.. والأدب المطبوع في كتاب هو وحده القادر على صقل النفوس..وتغذية الوجدان.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *