انتبهوا ..من برميل البارود

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]بخيت الزهراني[/COLOR][/ALIGN]

٭٭ذات مرة سألت مجموعة من الشباب وجدتهم في استديو للتصوير عن آمالهم القادمة ومستقبلهم الوردي .فقالوا وقد كانوا يتهيأون للتقدم الى وظيفة تم الاعلان عنها – قالوا : إن الأمل ضعيف ولكننا سنجرب ! ..وعندما سألتهم لماذا لم يكملوا الدراسة بعد الثانوية العامة، تصدى لي أحدهم بالإجابة وهو يرشقني بكلمات أشبه باللكمات – ربما من فرط غضبه – قائلاً : وما هي النتيجة ، ألا ترى الآلاف من خريجي الجامعات وهم متسدحون في بيوتهم ؟
٭٭إن مثل هذه الإشارات من الشباب والتي نسمعها هنا وهناك – سواء في المجالس الخاصة أو الأسواق، أو على الرصيف – تدل على خطر قادم يجب تفاديه بكل حزم ومسؤولية وأمانة ..ففي كل بيت من بيوتنا تقريباً شاب أو أكثر , قد انهى الثانوية العامة , وهو من الطامحين للالتحاق بالجامعات او كليات التعليم الفني ، أو قد يكون غير مقبول هنا ولا هناك ..لأن النسب العالية التي صارت تتمسك بها جامعاتنا وكلياتنا والقائمين عليها , صارت عقبة سوداء وكأداء أمام جحافل طويلة من أبنائنا ..
وحالت بينهم وبين ما يشتهون، فلم يتم قبولهم لا بالجامعات ولا بالتعليم الفني وتحولوا إلى مجموعة بين المتسدحين في البيوت، يقضون سحابة نهارهم تحت البطانية، وعند المساء يبدأ الواحد منهم يتمغط إلى ان ينشط، ثم الله أعلم أين يذهب، وفيما يفكر، وما هي احواله النفسية !!.
٭٭إن الجامعات وهي تشترط نسبة درجات في حدود ال ٪٩٠ لم تعرف أن الألوف هم دون هذا المستوى، وان من واجبها , هي وكليات التعليم الفني معا ، قبول كل من يتقدم لها ، لأن التعليم حق مشروع لكل مواطن، فإذا لم تقبله جامعات بلاده فمن يقبل به طالبا غيرها، ثم الا يتذكر العاملون بالجامعات كم كانت نسب دراجتهم هم عندما دخلوا الجامعات ..ثم ان من البديهي معرفة ان الناس والطلاب منهم ليسوا كلهم ممتازون، فهناك الجيد جداً، والجيد، والمقبول ..فهل يصح ان يلتصق بجامعاتنا عرف جديد دون العالم انها جامعات الطالب الممتاز، وما دون ذلك لا قرار له؟
٭٭إن احباط الشباب بهذه الأبواب المغلقة في وجوههم أيما اتجهوا، وحيثما ساروا لن تكون برداً وسلاماً على افئدتهم ، بل انها تفتح أمامهم أبواب الشر، عندما يجلسون الى أنفسهم فيرون انهم بدون دراسة، وبدون عمل، وبدون مستقبل ..فماذا يمكن ان تنتظر من حزمة كبيرة من شباب هذه هي أحوالهم ..أن توقع منهم ان يكونوا أسوياء وطبيعيين ويقبلون بالأمر الواقع ؟ ..أم انه سيكونون حانقين على كل من حولهم ؟ ..ان من الصواب ان نحتضنهم ونحبهم ونحتويهم ، ونسهل لهم الطريق الى مستقبل مشرق ، يخدمون به أنفسهم ووطنهم، ويكونون لبنات صالحة في جدار الوطن .
٭٭إن ولي الأمر حفظه الله ووفقه قد أعذر إلى الله، عندما أعلن في أكثر من مناسبة دعوته للمسؤولين في الدولة ..ببذل كل الجهود لراحة ورفاه المواطن ..ونقل بذلك الأمانة الى أعناق المتنفذين والمخططين، ممن يفترض وهم الأقرب والألصق بالميدان ، وعلى هؤلاء ان يكونوا على قدر الامانة بما اعدوا من المشاريع والبرامج والرؤى، وبما يجعل شبابنا بعيداً عن الاحباط وقريباً من التفاؤل ..بحيث تتوفر المقاعد الدراسية لكل من يطلبها، وتتوفر فرص العمل الكريم لكل شاب ومواطن , دونما تلكؤ أو تسويف أو ضبابية ..حيث إنه لا يصح أن نرى شباناً سعوديين عاطلين عن العمل ، في بلد ينعم بالغنى، ولا يصح أن تقف طوابير الطلاب والطالبات أمام مقاعد دراسة جامعية او فنية محدودة العدد، يتم من خلالها انتقاء صاحب التقدير الممتاز وما حوله فقط، ثم التلويح بالاعتذار للآخرين، في أسلوب انتقائي ونخبوي لا يراعي المردود النفسي السيئ لمن أغلقت في وجوههم الفرص .
٭٭وقد قلت في مقالات سابقة انه بقليل من التدبير والتأمل والواقعية، يمكن ان نوجد عشرات الألوف من فرص ..العمل لأولادنا وبناتنا ..انظر إلى تعليم البنين والبنات، والى تكدس الطلاب والطالبات بالفصول وبأعداد تفوق المعدلات الطبيعية، وإذا سألت لماذا ؟ ..قالوا انه لا يوجد معلمون ومعلمات ولا ميزانية لفتح فصول جديدة ، فيما الأموال موجودة بغزارة , وطالبي الوظائف من الجنسين \” على قفا من يشيل \” فيا سبحان الله ..ثم انظر إذا شئت الى عدد الممرضات والممرضين والأطباء والطبيبات المقيمين عندنا، والحاجة الشديدة جداً إلى المزيد من المراكز الصحية والمستشفيات ..فيما كليات الطب محدودة وأيضاً القبول فيها ( بـالقطارة ) !! .
٭٭في تقديري الشخصي ان مشاكل القبول بالجامعات، وكذلك محو البطالة تظل من القضايا المحورية الآنية، ولابد من مقابلتها بكل وعي وأمانة وحسن تخطيط ..وفي تقديري كذلك ان إمكاناتنا المادية والبشرية قادرة تماماً على الانتصار في هذه المعركة الشرسة ، التي تحتاج بكل أمانة إلى ان نسابق الزمن لحلها، بعد ان تاخرنا كثيرا ..فهل نفعل وبسرعة ؟ .
[ALIGN=LEFT]bakeet 8 @hotmail .com[/ALIGN]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *