د. علي السقاف

شاهدنا في الفترة الماضية حماسة مباريات كأس العالم الذي انخفض عدد مشاهديها العرب نتيجة توقف قناة الايه آر تي التي كانت تتغاضى عن المشاهدات المجانية الفضائية وتتبرع بالمشاهدات الارضية .
وتصاحب مباريات الكرة سواءً كانت عالمية أو محلية انفعالات شديدة للجمهور وحماس عظيم للمشجعين مما يشكل خطراً على الصحة ولا تمر مباراة الا ويسقط بعدها عدد من المشجعين صرعى الحماسة والانفعال ، بعضهم يموت في الملاعب ، وبعضهم يموت في البيوت ، وبعضهم تذكرهم الصحف والاغلبية لايعرف بخبرهم الا الاهل والاقارب ، بل وحتى المباريات المدرسية لها ضحاياها فقد ذكرت صحيفة المدينة وفاة معلم رياضيات اثناء مباراة مدرسية بالعرضة الشمالية. وذكرت نفس الجريدة وفاة مشجع كروي بالسكتة القلبية امام التلفزيون بعد ان دخل في فريقه هدف في نهاية المباراة فكان هذا الهدف هو الهدف القاتل .
وسادت غيوم بين دولتين عربيتين بسبب الكرة وكأننا كنا في اجواء حرب داحس والغبراء التي استمرت في الجاهلية اربعين سنة بسبب حدث رياضي آنذاك قديما، حصل فيه نوع من الغش ادى لتأخير الخيول .
وحيث اننى اعمل بمبدأ الوقاية خير من العلاج فإننى قد آليت على نفسي ، منذ زمن بعيد ، ان لا أشاهد اية مباراة كرة قدم اتحمس فيها الا في اليوم الثاني او الثالث بعد المباراة وبعد ان اعرف النتيجة مقدما واتهيأ نفسياً لقبولها ولولا هذا التصرف الحكيم لقضت علي منذ زمن مباريات منتخبنا السعودي مع ألمانيا في كأس العالم .
بل اننى اعمل على نفس المبدأ بالنسبة لمشاهدة الاخبار فقد امتنعت كلياً عن مشاهدة الاخبار المباشرة بالتلفزيون واكتفي بما اسمعه شفاها من افواه الناس بعد فترة من الزمن وبعد ان تبرد الاحداث وتخف سخونتها .
ولكن المشكلة هي المشاهدة القسرية للاخبار عن طريق الشريط الاخبارى الذي لايتوقف حتى خلال البرامج العلمية والمسلسلات الكوميدية ولقد دفع هذا الحال احد اصدقائي ممن هو على شاكلتي في الطباع ان يمتنع عن مشاهدة اية قناة تلفزيونية لها شريط اخبارة حتى انتهى به الحال الى مشاهدة قنوات فضائية غير محترمة اضطر لمتابعتها لانها بلا شريط اخباري .
وقد حاولت نصيحة احد الاقرباء ممن تجاوز الستين ان يتوقف عن مشاهدة المباريات الحية في التلفزيون لانه ينفعل كثيرا اثناء المباريات وقد اصابته نكسة صحية كروية سابقة ادخلته العناية المركزة ولما تماثل للشفاء وعاد الى البيت نصحته بالاقلاع عن مشاهدة المباريات الحية الا انه لم يقبل نصيحتى وطلب منى فتح التلفزيون لمشاهدة المباريات وتمثل بقول ابو نواس
دع عنك لومي فإن اللوم اغراء وداوني بالتي كانت هي الداء
عندها عرفت ان هذه العلة لاينفعها علاج ولا يداويها طبيب وتركته مستمتعاً بمشاهدة المباراة متمنياً له السلامة والعافية والعمر الطويل .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *