اليوم نرفع لعضوة المجلس البلدي القبّعة..

• تماضر اليامي

بالأمس انتهى تصويت النَّاخبين وطار المرشَّحون بأرزاقهم، ولم يبق لنا في هذا المشهد سوى تحرِّي النَّتائج اليوم، والتي نأمل أن تعكس أمانة في الإدلاء بالصَّوت ونزاهة في رصد الأصوات. ومع ترقُّبنا و توْقِنا لسماع أسماء فائزات رائدات بعضوية المجالس البلدية، إلا أن أعداد الحاصلات على المقاعد مهما قلَّت أو زادت _ولن تزيد_ لن تُغيِّر من واقع أن اليوم هو يوم تاريخي للمرأة السعودية في مشوارها المحفوف بالصِّعاب والمُتوَّج بالصَّبر والنِّضال. المرشحة التي ستفوز اليوم ستكون قد اجتازت طريقا نُثِر فيه الشَّوك وتُرِكت فيه بلا حِذاء، اعلموا أنَّها حتى وصلت تغلَّبت على مُتطلبات مُستعصية من بحث عن عُمدة وإصدار تصريح حملة اضطرت لأن تكتب فيه ما ستقول كلمة بكلمة وحرف بحرف، وأين ستُعلِّق منشوراتها باسم الحي والشارع وموقع عمود الإنارة أو الجدار، وعدد المنشورات التي تنوي استخدامها ونوعها وحجمها، وكم سوف تكون تكلفتها ومن أين لك هذا؟ نعم اجتازت ما يبدو أنه تحقيق جنائي فيه هي متّهمة بجناية، يتم خلاله إستدعائها لمقر الأمانة حتى عشر مرات لتحقيق المتطلبات أو تغيير المفردات، تمكَّنت من ذلك وهي لا تقود سيارتها و الأمانة لا تتكفل بمصروفات تأمين سائق أو مركبة أو الوقود أو أجر سيارة الأجرة، ومن ستجد منهن في ولي أمرها الإرادة أو الصَّبر ليتفرَّغ لطموحها ويترك رزقه فيقِلّها ذهابا وانتظارا وإيابا للعمدة ثم لمركز التّسجيل كناخبة ثم كمرشحة ثم للأمانة لإصدار تصريح الحملة ثم لمراكز الدعاية والإعلان ثم لمقر حملتها، وكل من هذه المواقع استدعت التكرار لمرة أو مرات. انتصرت هذه المرشّحة رغم أن هناك من أفتى بحرمة نصرها و أن من ينصرها آثم، رغماً عن من مزَّق لوحة حملتها أو غطّاها أو أوقعها، رغم من كان لها من المرشّحين بالمرصاد فتعنَّى مراقبة تحركاتها والإبلاغ عن أي مخالفة قد تكون سقطت منها سهوا. تكلَّفت هذه المرشّحة ما لم تقم بتمويله الأمانة ولا تركت غيرها ليموِّله فتركت بذلك حظّا أوفر للمقتدرين وحظا أقل للمنتّفين. المرأة التي وصلت اليوم لَم تُعيَّن بسهولة وإنَّما ناضلت لتصل وتثبت أنها “تقدر” رغم تأطير المجتمع لدورها وتشكيكه في قدراتها ورفضه لمشاركتها ومقاومته لمحاولاتها، اسمحوا لي اليوم أن أزيد ثِقة على ثِقتي بأن هذه المرأة الاستثنائية بعد كل هذا سوف تصنع الفرق (نقطة).

@tamadoralyami
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *