اليوم ضربنى صديقى!
التسامح من صفات المؤمنين وأفضل من أن يحمل الإنسان داخله مشاعر كره ورفض للأخرين بسبب وقوع بعض الأحداث التى ألمت به فى الحياة
يجب أن يعىّ الإنسان أن التسامح يبنى أكثر ما يهدم عكس المشاعر السلبية التى تهدم كثيراً وتساعد على العنف ونبذ الأخرين
خاصة التسامح بين الأشقاء حتى لا نفتح الباب للكره بينهم، قد تعصف بالإخوات بعض الأمور
أو يختلفون على وجهات النظر، ولكن يبقى الأخ هو الدعم والسند
أعظم عفو هو العفو عند المقدرة، فى الوقت الذى يكون فيه الإنسان يستطيع الإنتقام ثم يعفوا يعتبر عفوه إنتصاراً للنفس
فلا تسمح للأفكار السلبية أن تدخل وتساهم فى أن يتفاقم غضبك تجاه أشقائك أو الأخرين
أتذكر أحد القصص التى كان أبطالها صديقين يمشيان بالصحراء وأثناء جدالهما مع بعضهما البعض صفع أحدهما الأخر
فما كان من الصديق الذى تم صفعه إلا أن كتب على الرمال “اليوم ضربنى صديقى” ولم ينطق بأى كلمة
وعندما تقدمت خطواتهم غرست قدم الصديق الذى تم صفعه فى الرمال المتحركة وكاد أن يغرق فأنقذه صديقه الذى صفعه
فكتب الأول على صخرة اليوم أنقذنى صديقى
فتعجب صديقه كثيراً وسأله عن سبب كتابته أنه قام بصفعه على الرمال وكتابة أنه أنقذه على الصخر
فقال له أن الإنسان يجب أن يكتب الإساءة على الرمال حتى تأتى رياح التسامح وتمحيها
ويكتب المعروف على الصخر حتى لا تمحيه الرياح
ومن هذا الموقف نتعلم أن الغضب قد يأخذ من مشاعرنا الكثير ويرهق قلوبنا
فلا يجب أن نعطيه أكبر من حجمه ولنترك الأيام تداوى أى جرح بداخلنا
قد يكون الجرح بسبب كلمات مؤلمة من أحد أو فعل غير متوقع من شخص لم نراهن يوم أن يخذلنا لكن كل ذلك حتماً سيذهب يوماً ما
يحزننى أن هناك الكثيرين لا يملكون مشاعر التسامح ولا يغفرون أى خطأ
وهنا يجب أن نتذكر أننا بشر وأن العمر قصير ولا يوجد ما يدعى أن يضيع العمر فى الغضب ومشاعر الكره تجاه الأخرين
القلوب تتبدل بين ليلة وضحاها وقد يكون صديقك اليوم هو عدوك غداً وقد يكون عدوك اليوم هو صديقك غداً
فلا تفرط فى مشاعر الحب ولا تفرط فى مشاعر الكره وإملأ قلبك بنعمة النسيان
التصنيف: