اليوم الوطني كما أفهمه
ونحن نعيش مناسبة اليوم الوطني فإننا نتذكر و بكل الشكر والامتنان ما قدمه الملك عبد العزيز والمخلصون من أهل هذه البلاد (رحم الله الجميع ) من أجل توحيد الامة ولم شتاتها بعد أن كانت ممزقة مفككة البقاء فيها للأقوى والأظلم
إن التعبير عن الفرحة بهذا الحدث أمر تشترك فيه كل الامم وبطرائق شتى ويهمنا في هذا المقام أن نشخص بإيجاز واقع الفرحة باليوم الوطني في مجتمعنا السعودي، فالفرحة بهذا اليوم تظهر غالبا على مستويين: الرسمي والمجتمعي (مجتمع الشباب على وجه الخصوص)
فعلى المستوى الرسمي نجد المؤسسات الحكومية والشوارع العامة وقد ازدانت بالأعلام والصور التي تحتفي برموز الامة وتعزز مفهوم اليوم الوطني بعبارات مقتبسة او مستوحاة من أقوال القادة وأفعالهم.
وعلى المستوى الشبابي نجد هذه الفرحة ماثلة في تظاهرات حاشدة يزين فيها الشباب سياراتهم وأزيائهم بأعلام الوطن وصور قادته ويجوبون الشوارع لساعات طويلة محدثين غالبا حالة من الفوضى والإرباك في الطرقات والأسواق.
السؤال: هل هذه هي الوطنية الحقيقية ؟ وهل يتم تجسديها بهذه الصورة؟
إن المتتبع بدقة لما يحدث يجد أن الأمر لا يمثل ما يفترض أن يكون على أرض الواقع، فالوطن ليس مجرد أعلام وصور ورقصات شعبية خالية من المضامين الروحية السامية لمفهوم الوطنية.
فالوطن دين وقيم وأخلاق وحين يخلو مفهوم الوطن والوطنية من احد هذه الاركان فإننا لا نمثل الوطن ولا نحبه بالشكل الصحيح .
فحب الوطن من الإيمان وهذا أمر يجب أن يكون حاضرا في قلب كل واحد منا. كما أن الدفاع عنه من الواجبات الشرعية، ويندرج تحت هذا المفهوم حماية الممتلكات العامة والخاصة والعمل على صيانتها وإطالة أمدها التعامل مع كل مرافق الوطن كما يتم التعامل مع مقتنيات المرء الشخصية. والوطن كذلك رمز للقيم والأخلاق السامية والمعاني النبيلة التي لا يجب خرقها ولا التعدي عليها تحت أي مبرر مثل ما يحدث من بعض الشباب المستهتر هداهم الله من انتهاك للممتلكات الخاصة وإيذاء لعابري الطرق وتعطيل لمصالحهم فكم من مضطر تعثر بسبب اقفال الطرق من قبل هؤلاء الشباب بحجة الاحتفال والابتهاج باليوم الوطني حتى اصبح اليوم الوطني لدى البعض يوما يجب الحذر فيه وتجنب الخروج إلا للضرورة القصوى.
إن حب الوطن يستوجب أساسا غرس مفهوم المنافسة الوطنية بمعنى أن يتنافس الجميع من اجل النهوض بالوطن ورفع رايته في المحافل الدولية على نحو إبداعي مؤزرا بالمنجزات العلمية والقدوات الصالحة التي هي بالفعل ما يريده كل وطني غيور، وهي ما يعكس قوة الوطن وقيمته على المستوى الاقليمي والعالمي أكثر من مجرد الأعلام والصور والرقصات الشعبية التي لن تعكس قطعا صورة النهضة التي تعيشها المملكة العربية السعوية.
التصنيف: