اليوم العالمي للرقص
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبدالرحمن ظافر الشهري[/COLOR][/ALIGN]
في التاسع والعشرين من هذا الشهر (أبريل) يحتفل العالم بيوم الرقص العالمي والذي يصادف يوم الأحد القادم، لكن حتى لا تأخذكم بي الظنون أذكّر بأن المقصود بالرقص هنا هي تلك الرقصات الفلكلورية المنتشرة على وجه المعمورة وبالطبع نحن جزء من هذه المعمورة، ومن يتأمل مجتمعنا يجده عامراً بشتى أنواع الرقصات الشعبية من شمالها وحتى جنوبها، ولا تكاد تجد منطقتين تشتركان في ذات الرقصة. وبالعودة إلى شعوب المعمورة نلحظ أن معظم رقصاتها تشترك في نقطتين هما الشعبوية والإستراتيجية القائمة على الروح الجماعية، بمعنى أننا لو رأينا شخصاً في مكان عام قرر أن يقيم احتفالاً شعبياً بمفرده بحيث لا يدعو إليه أحداً غير نفسه، ثم قام يعرض (مع نفسه) ويرقص بمفرده على مرأى ومسمع العامة لجزمنا جميعاً أن هذا الشخص ربما كان مجنوناً، بينما لو قام بدعوة جماعة من الناس إلى هذا الحفل لذات المهمة وقاموا جميعاً يرقصون لاختلف الانطباع، بل وربما انجذبنا لعرضهم الفلكلوري وصفقنا وتفاعلنا مع كل حركة يقومون بها، فما الذي جعل من هذه العرضة « عرضة العقلاء « بينما تلك العرضة التي أداها ذلك الشخص بمفرده عملاً خارجاً عن دائرة العقل والمنطق!! ببساطة لأن الرقص الفلكلوري نشأ في بؤرة التجمع القبلي ليعبر عن توجه ذلك التجمع وتشارك أفكاره ونزعته الاتحادية، ما يعني أن الرقصات الشعبية لا قيمة لها ولا حضور لمؤديها إن لم يكونوا جماعة. الأمر الذي ربما يفسر لنا سبب تماسك هذا الرقصات رغم مرور مئات السنين على نشوئها وسبب ثباتها وتطورها في ظل انعدام اكتراث المؤسسات التعليمية لها بشكل رسمي، واللافت حقاً في هذه الرقصات هو ذلك التنظيم ومبدأ توزيع الأدوار أثناء تأديتها وعدم فوضويتها.. فرقصة اليوم هي ذات الرقصة قبل عشرات السنين. أعتقد أن وراء هذا كله هو مدى ما تحظى به من قبول داخل المجتمع، الأمر الذي أكسبها القدر الكافي من التماسك والحياة على الرغم من تلك السنين البعيدة التي لم تؤثر على مهاراتها التلقائية من دون الحاجة للتدريب العلمي والمهني والأكاديمي.. لكن السؤال الواجب طرحه هنا: من هو صاحب الحقوق الملكية والفكرية لهذه الرقصات؟ أليس من المنطقي أنها بدأت أول الأمر كفكرة؟ ثم أي شعوب المعمورة كان سباقاً إليها؟ وهل من الممكن تقبل فكرة أن كل تلك الشعوب وجدت نفسها ترقص بهذا التنظيم وهذا التكنيك الجماعي هكذا (من الباب للطاقة!!) ؟ هناك بدايات حتماً.. لكن من يستطيع أن يضع يده على أول خيوطها؟ أترك الإجابة لكم.
Ad_alshihri@
التصنيف: