اليوم الخامس
علي محمد الحسون
** التعصب ما دخل في أمر إلا \”شانه\” وهو من الخصال \”الذميمة\” التي لا يقرها \”عقل\” ولا يقبلها \”منطق\” وهو دلالة على قصر في الفهم وضيق في \”الأفق\” وحجر على الآخر.. والتسامح ما دخل في أمر إلا زانه وهو دلالة على صفاء النفس ورفعة الخلق وطيب المنحدر.
والتعصب أنواع وأشكال. فلا منطق له. وصاحبه ينهج ذلك القول \”عنز ولو طارت\” وهو بهذا المفهوم يكون ضد طبائع الأشياء فاختلاف الرؤية أو الرأي لا يعني نهاية البحث عن الحقيقة بغية الوصول إليها.. فمبدأ رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأيك خطأ يحتمل الصواب هو نقطة الالتقاء التي لا بد أن نحرص عليها باستمرار.. وموضوع التعصب هذا من اسوأ الطبائع التي يحرص عليها البعض غالقاً تفكيره على ما يعتقده ويرى كل الآخرين على خطأ وهو الصواب ذاته. هذا المفهوم هو بداية النهاية لقيام علاقة متينة سليمة بين الناس ويحوّل الحياة إلى حياة يخيّم عليها الوئام.. ويذوق فيها الجميع لذة الإخاء وديمومة الارتباط.. فمتى ما تم اقتلاع هذا \”الفهم\” وهو .. التعصب. يعيش الإنسان في سلام وأمن واستقرار.
= 2 =
** تفاجأ أحياناً بأن هناك من يلعب على الحبلين كما يُقال في تراثنا الشعبي .. فأنت تستمع إلى ذلك – الكاتب – في مجالسه الخاصة وهو يكاد يتطاير في كل أنحاء المجلس حماسة في النقاش وصرامة في الرأي.. لتفاجأ فيما كتبه في ثاني يوم كلاماً غير ذلك تماماً إنها الازدواجية التي يتمتع بها (حال هذا الكاتب) الذي لم يطلب منه أحد أن يكون \”حماسياً\” في ذلك المجلس أبداً..أبداً.
= 3 =
أو تفاجأ بآخر بانتقاداته اللاذعة المتبعة بكل عبارات الرفض للمدح والمديح لذلك المسؤول لكنه ينقلب إلى أكبر مداح عندما أتى ذلك المسؤول إلى ذات \”المجلس\” ذات يوم وتتساءل لماذا يفعل كل ذلك ظلماً فهو لا يملك الشجاعة ولا حتى الصدق فيما يقول؟!
إنه مرض وأي مرض !!
التصنيف: