اليوم أحدثكم عن ذلك النبيل

• علي محمد الحسون

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue] علي محمد الحسون [/COLOR][/ALIGN]

أمس حدثتكم عن \”الدياب\” ذلك الذي افتقدناه بكل مرارة الفقد وبكل عنفه وصدمته الكبيرة، إن \”مصيبة\” الموت لها في النفس صدى لا ينكره إلا ذوو القلوب الصلدة التي لا تعرف للرحمة مكاناً فيها.. أقول لن أحدثكم اليوم عن ـ الدياب ـ الباقي في نفوسنا والمعشعش في تلابيبها. ولكن سوف أحدثكم عن ذلك الإنسان النبيل ذلك الابن الشهم لذلك الوالد المغوار في الرجولة والكرم: إنني أحدثكم عن ذلك الإنسان ذي النظرة البعيدة لمعنى الشهامة والرجولة، إنه واحد من أولئك الفرسان في الزمن القديم الذين يتفوقون على كل ظروفهم في سبيل أن يقدم أحدهم جزءاً من \”نبل\” وجزءاً من عمل خلاق للآخرين، إنه أحد فرسان هذا العصر الذي تكاد تخلو منه الفروسية، لكنه استطاع أن يقول لنا أبداً لم تنتهِ الفروسية ولا الفرسان في هذا العصر، إنه ذلك الرجل \”المزكوم\” رجولةً وبهاءً بإصراره على ملازمة حبيبنا محمد صادق دياب في محنة المرض ـ رحمه الله ـ، إنه \”عبدالمحسن بن حليت بن مسلم\” الذي أعطى من \”نبله\” درساً نبيلاً لكثيرين ممن يفتقدون معنى النبل والرجولة.
بهذا الإصرار على ملازمة الحبيب \”الدياب\” فترة مرضه كلها أنه يفعل ذلك من باب الإحساس بأن ما يقوم به هو واجب ذلك الارتباط الأخوي الذي يحمله – عبدالمحسن – لمن أحب من أصدقائه. وهذا أمر ليس بمستغرب منه لقد فعلها ذات مرة مع صديقنا العزيز محمد الفايدي في أمريكا من قبل.
إن عبدالمحسن واحد من عصر \”غابر\” كان عند أهله للوقوف بجانب ـ المكلوم ـ مكانه لهذا كان محل إعجاب وتقدير كل من عرف ملازمته \”للدياب\” في رحلته العلاجية حتى وفاته، إنه يأتي دائماً حاملاً بين جنبيه روح ـ الرجولة ـ بمعناها الواسع والدقيق.إنه ابن ذلك الشيخ الكبير حليت مسلم وكفى.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *