اليمين المحافظ
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. أمين المشاقبة[/COLOR][/ALIGN]
بعد تفجيرات \”خوست\” الأخيرة في أفغانستان من قبل قوى القاعدة التي راح ضحيتها العديد من العسكريين ، وبعد محاولة عمر النيجيري تفجير طائرة قادمة من أوروبا في مطار ديترويت تعود إلى المواجهة ثانية وبقوة كبيرة أهمية مكافحة الإرهاب والعمل الجاد لاجتثاث جذوره ،فما من مجتمع قادر على تحمل عبء عمليات إجرامية ضد مواطنيه ، فدور الدولة دوماً هو حماية المواطنين من أي خطر يهدد حياتهم وممتلكاتهم ، ولابد من التعاون الدولي لتقليل خطر الإرهاب والإرهابيين أينما كانوا ومن أية ملة، هم، فالإرهاب لا وطن ولا دين له، أما نحن أمة الإسلام فقد ابتلينا بحفنة من المتطرفين المتشددين الذين يعيثون قتلا وتدميراً في الأرض ويثورون العالم لأخذ الحيطة والحذر من كل شيء لونه أو شكله شرق أوسطي فالجميع من هذه المنطقة معرضون للمرور عبر الماسح الضوئي الجديد في مطارات العالم ، لتفتيشهم، وتعريضهم أحيانا للإهانة النفسية على الأقل، وذلك بسبب التصرفات غير المدروسة وغير العقلانية في محاربة العالم باسم دين التسامح والإخاء والمحبة.
وما إن هدأت النفوس بعد مرور ثماني سنوات كاملة على أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 التي غيرت العالم ، وأوغلت فيه روح الكراهية ، والحروب ، والاستعمار والاحتلال من خلال السلوك السياسي لمدرسة المحافظين الجدد التي كانت تقود دفة القرارات العسكرية ، فشهدنا احتلالين لدولتين ، وتغيير أنظمتهما السياسية وما زال عدم الاستقرار والأمن غائبين فيهما ، وما إن تنفست الشعوب الصعداء نتيجة لذهاب اليمين المحافظ ، يطل علينا شاب نيجيري ليقلب المعادلة رأساً على عقب ويعيد الحالة إلى بداياتها ، هذا الاختراق الأمني في المطارات لابد من معالجته بالرقابة والتشدد بها حفاظاً على الأمن الداخلي ومنعاً لأي تهديدات محتملة فلا مجال للتراخي وبالتالي هناك من سيدفع الثمن لتلك الإجراءات ومن هم؟!
هذا وقد أعلن الرئيس أوباما تحمله المسؤولية الكاملة تجاه الإخفاقات الأمنية لمنع محاولة الاعتداء على الطائرة معلناً عن إصلاحات ووسائل جديدة لتشديد الرقابة والحيلولة دون تكرر أي اعتداءات على الأرض الأمريكية ، الجرأة الأخلاقية والمسؤولية السياسية دفعت الرئيس لتحمل المسؤولية عن هذه الإخفاقات الأمنية، وحسن المسؤولية الوطنية دفعه لاتخاذ إجراءات متشددة لحماية الشعب الأمريكي من مثل هذه المحاولات التي تقوم فيها فئة ضالة باسم الإسلام فهذه التصرفات لا تقدم الخدمة للقضايا الإسلامية والعربية بل على العكس تسيء أكثر من الإفادة منها وتجعل أبناء هذه الأمة أكثر معاناة في حياتهم وخصوصاً من يعيشون في الغرب إذ هم تحت النظر والرقابة دوماً في جامعاتهم ومدارسهم وأعمالهم فأية خدمة قدمت القاعدة للإسلام والمسلمين ؟.. ما زالت القضايا هي نفسها بل زاد الهّم والثقل على الأمة أكثر من السابق ، وتكاثرت قضاياها وكبرت مشاكلها ، ولم تسهم القاعدة والتطرف ومن معهما إلا المزيد من الكوارث والكراهية والقتل ، فإلى متى هذا الهذيان السياسي والفكري ؟ وعليه من حق الدول أيا كانت أن تدافع عن ذاتها وذوات شعوبها وأن تشدد وتزيد من المراقبة تجاه كل أشكال الإرهاب ، وضد كل من يمارسه ويروج له، فكل هذا أعاد الروح لسياسات وفكر اليمين المحافظ ثانية بعدما تلاشت وانطفئ نورها.
التصنيف: