الوقف الإسلامي
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد حامد الجحدلي [/COLOR][/ALIGN]
للأوقاف الإسلامية جذورها كما لها مرجعيتها وأوجه إنفاقها تأكيداً لحقيقة ثابتة درج على إحيائها المجتمعات الإسلامية فهذا الوقف بما فيه من مِلكيِّة مخُصَّصَة لأغراض إنسانية يعد مصدراً من المصادر التمويلية لرعاية مشاريع علمية واقتصادية تنصب حول تقديم المساعدات وفق تنظيم معين يُشرف عليه هيئات علمية ودينية لها اعتباراتها تُحدد بنود وأوجه الإنفاق تتوفر فيها معايير العدالة والنزاهة والإلمام بكل ما يتعلق بالجوانب الفقهية منعاً للازدواجية أو التداخلات غير المشروعة والاعتداءات التي حدثت في فترات متلاحقة نتيجة الأنظمة الاستعمارية إبان فترة الاحتلال لعدد من الدول الإسلامية وتأثرها بقوانين وضعية يأتي في مقدمتها إذابة الهوية الإسلامية بكل مقوماتها الحضارية من المؤكد أنها قطعاً لا تتفق مع الأحكام الإسلامية.
أترك للمختصين والأكاديميين الخوض في تفاصيلها وتزويد المراكز البحثية والعلمية والإعلامية بكل ما تعرضت له الأوقاف الإسلامية من تجفيف منابعها واعتداءات تسببت في إعاقتها عن تقديم أدوارها التي وجدت من أجلها وساهمت في مراحل تاريخية سابقة بتحقيق انجازات حضارية ومن الواضح أن هناك تحديات تواجهها تتطلب الوقوف إلى جانبها بغية التغلب عليها والتخلص مما يُعيقها برؤية علمية حفاظاً على خصوصيتها وحتى لا تكرر أخطاء سبق لعلماء المسلمين التحذير من أخطارها على الحرية الفكرية والمِلكِيَّة الثقافية وهو ما يقودنا لمزيد من الحوار الجاد مع الغرب وفق نموذج محايد لا تتغلب عليه العواطف بقدر ما يتيح فرص التشاور نحو صور إيجابية للعلاقات المتبادلة المبنية على الاحترام وتبادل النفع والمصالح المشتركة وإن اختلفت أساليب التنفيذ.
اختتم المؤتمر الدولي الثالث للأوقاف أعماله والذي أقيم بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في مطلع الأسبوع الحالي برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وافتتحه نيابة عن سموه أمير منطقة المدينة المنورة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز حيث استمرت فعالياته لمدة ثلاثة أيام قدِّمت فيه العديد من أوراق العمل لكبار العلماء تُعد مفصلية في قضايا الوقف الإسلامي وأثنى على توصياته ونتائجه معالي مدير الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة الأستاذ الدكتور محمد بن علي العقلا متناولاً الجهود التي قدَّمتها المملكة في المحافظة على الأوقاف الإسلامية والثوابت التي تنطلق منها قيادتنا السعودية لتحقيق نهضة الأمة وقيام حضارية إسلامية تتوفر لها مصادر تمويلية قوية تراعي المتغيرات العالمية لمعالجة قضايانا المعاصرة مُقدِّراً تعاون وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الذي انعكس على نجاح فعاليات المؤتمر كما أشاد معاليه بعودة الوقف الإسلامي لسابق عهده وموطنه الأصلي « المدينة المنورة «.
التصنيف: