مع انخفاض سعر النفط الذي يمثل 90% من الإيرادات وبالنظر للتحديات المحلية والعالمية يصبح قرار التحوط أمراً استراتيجيا للفرد والقطاعين العام والخاص بدون استثناء، ولكي تحتاط للمستقبل ونزلاته بمقتضى الحاضر وحالاته سوف يتضح أن الوقت هو المحور الأهم في كل المحاور التي ترتكز عليها أي مخططات تحوطا أو حتى تطويرا.
أعلم يقيناً أن حكومة خادم الحرمين تعمل على تخطيط مستقبل آمن وزاهر لأبناء الوطن ومن يقيم على أرضه والشواهد كثر، ولكن الأمر المزعج وبالذات في هذه الظروف المحلية،الإقليمية والدولية هو بطء الحركة في كل مراحل العمل من التخطيط إلى أن يحدث التنفيذ وهذا عامل يزيد التكلفة ويسبب كثير من السلبيات لدى العاملين أو المتلقين المنتظرين لهذه المخططات الاستراجية التي تجعلهم يطمئنون على حالهم وأحوال عيالهم.
كثيرا ما قيل عن الوقت لأهميته التي نحتاج أن نعطيها الاهتمام:”الوقت هو المادة الخام للحياة” وكذلك يقال:”الوقت عدو مجتهد لا يقتله إلا كل مجتهد” وزادوا في القول:”السر ليس في قضاء الوقت بل في استثماره”. ومن هذه الأقوال وغيرها تتأكد الأهمية القصوى للوقت والتي تظهر في تأخر بعض الأعمال وتعتبر مؤشراً للإهمال، لأن المدير يعتمد على الطبال والمهندس على العمال بحكم أن الغالبية لقيمة الوقت جهال ولصنع المبررات الواهية هم أبطال.
نحتاج إلى من يقرع جرس البرامج الوزارية التي تقاس بالوقت والنتائج قصيرة المدى لكي نثق في بعيدة المدى ولا ننتظرها ونعرف أنها فشلت بعد ضياع الوقت الثمين، لابد من ثورة صناعية لأغلب المستوردات الاستهلاكية تتبناها مؤسسات القطاع العام الثرية بدلاً من صرفها في استثمارات ضعيفة العائد كثيرة المصاريف ليس لها استراتيجية تتماشى مع الحاجة الوطنية، وأحد الأسباب الرئيسية لمثل هذه النتائج هو عدم احترام الوقت الذي يعاقب من لا يحترمه.
أعتقد أن على الأفاضل معالي رئيس وأعضاء مجلس الشورى مسؤولية قرع جرس التنمية المستدامة التي تجعلنا نحسب خطوات الإنفاق وربطها بالوقت في التنفيذ ونشترط أن يكون عمرها مديد، يحدث هذا بإعادة النظر في إدارة المواد للمشاريع تحت التنفيذ والقادمة وكذلك مطالبة الجهات التي تمتلك قدرة مالية لتقديم برامج استثمارتها للمجلس للتأكد من مدى مواكبتها لحاجة الوطن والمواطن وليس بترك مجموعة من موظفي القطاع العام غير المحاسبين على تدني النتائج لكي تتحقق مقولة “مصلحة الوطن فوق الجميع” ومن لا يتجاوب في هذا الاتجاه حتى من قبل تحرك مجلس الشورى لابد أن يُحاسب محبةً في الوطن. السؤال متى سيتم هذا؟ نرجو أن يحدث بسرعة تحترم الوقت قبل أن يسرقنا العدو المجتهد.
عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *