الوقاية منهج نبوي
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]سلمان بن محمد العُمري[/COLOR][/ALIGN]
ديننا الحنيف ربط الأسباب بمسبباتها، وناط النتائج بمقدماتها، ولا يختلف اثنان على ان الصحة والعافية من النعم العظيمة، ولا أدل على ذلك من قول النبي صلى الله عليه وسلم لذلكم الاعرابي الذي جاءه ليعلم ما يسأل الله عنه بعد الصلوات الخمس \” سل الله العافية \” وقوله في حديث آخر \” نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ \” فعلى المفتقر إلى الصحة ان يسعى وراءها بكل ما أوتي، وعلى المتمتع بها ان يحتفظ بها كل الاحتفاظ، وان يباعد نفسه عن الامراض بقول الله تعالى : \” ولا تلقوا بايديكم إلى التهلكة \” البقرة ١٩٥
ولا تعارض فيما ذكر مع ما جاء في الحديث الآخر \” لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر \” فإن أصح ما قيل فيه ما حمله العلماء والمخرجون لاحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من ان هذا الحديث إنما سيق للرد على أهل الجاهلية الذين كانوا يعتقدون ان الأسباب تؤثر بطبيعتها في المسببات وان الله لا يؤثر فيها، فرد عليهم النبي صلى الله عليه وسلم بأن لا عدوى مؤثرة بطبيعتها، وانما قد يجعل الله بمشيئته وإرادته مخالطة صحيح الجم لمن به مرض معد سبباً لإصابته بهذا المرض، ولهذا كان الامر باجتناب الاصحاء عن أصحاب الأمراض الوبائية انما هو للمحافظة على الصحيح من ذوي العاهات، فلا تنافي بين هذا الحديث وبين ما تقدم .لان هذا إنما كان للرد على عقيدتهم من ان التأثير للطبيعة وباطل ما كانوا يعتقدون .
وبين يدي خبر نشر قبل مدة مضمونه ما كشفه وزير الصحة الدكتور حمد بن عبدالله المانع عن اكتشاف \” \” ٩ حالة ايدز في فحص ما قبل الزواج منذ بداية هذا العام ١٤٢٩هـ ولفترة \” فقط ثلاثة أشهر \” ، والفحص كشف أيضاً عن بعض الامراض الوراثية والمعدية وهي اعداد مضاعفة لهذا الرقم .
نعم هذه حالات ايدز وحالات مرضية آخرى تم اكتشافها، ومعلوم خطر هذه الأمراض على الزوجات والاولاد من بعدهم مما يجعل احد طرفيها يدفع ثمناً باهظاً لهذه العلاقة الزوجية، نفسياً ومالياً واجتماعياً .
وبخلاف المعاناة النفسية والاجتماعية للمصاب وأسرته، وارتفاع كلفة العلاج مادياً، فكلفة علاج فقر الدم المنجلي والثلاسيميا تتراوح ما بين \” \” ١٣ الف ريال الى \” \” ٣٠ الف ريال سنوياً لشخص مصاب وقد تصل أحياناً إلى \” \” ١٠٠ الف ريال وهي تكاليف باهظة يتحملها القطاع الصحي، والعلاج الوحيد المتوفر حالياً لهذه الامراض هو زراعة العظم \” مصدر توليد كريات الدم الحمراء \” وهو عملية معقدة وتبلغ تكلفتها نحو نصف مليون ريال إضافة إلى الصعوبات في ايجاد متبرع مناسب، أما تكلفة علاج المصاب \” بالايدز \” تصل إلى \” \” ١٢٠ الف ريال سنوياً هذا في حال لم تحدث مضاعفات حيث تزداد تكاليف العلاج .
وهناك مجموعة من الأمراض الخطيرة كأمراض الدم الوراثية كفقر الدم المنجلي وانيميا البحر المتوسط وانحلال الدم، وامراض الجهاز العصبي كمرض ضمور العضلات الجذعية وضمور العضلات باختلف انواعها وضمور المخ والمخيخ، وامراض التمثيل الغذائي التي تنتج عن نقص انزيمات معينة، وامراض الغدد الصماء خاصة امراض الغدة الكظرية والغدة الدرقية وقد ساعد على شيوعها بعض العادات الاجتماعية المتأصلة كزواج الاقارب والعزوف والتذمر من فحوصات ما قبل الزواج .
ومع الاكتشافات التي قامت بها مختبرات وزارة الصحة والمستشفيات المتخصصة لراغبي الزواج، فإننا لا نكتفي بالاشادة بالقرار الذي اصدره المقام السامي الكريم بالزامية الفحص ولكنا نقول كنا نتمناه قبل ذلك ولكنني أسوق بعض المقترحات لتكمل نجاح وتفعيل هذا القرار ومنها :
وضع آلية للفحص لمن يتزوجون من الخارج وان تصادق وزارة الخارجية ممثلة في قنصليات المملكة على فحوصات الزواج .
.-ان يكون فحص ما قبل الزواج شاملاً ولا يقتصر على فحوصات محددة ومن ذلك كشف متعاطي المخدرات والمدمنين
التصنيف:
