الوطن بعيد عن شواربكم
يدور في ذهني حقيقة بعض التساؤلات إزاء تلك المحاولة الفاشلة من قبل الإرهابيين للولوج عبر الحدود السعودية من جهة اليمن مع اعترافي أني لست خبيراً في شؤون القاعدة وداعش وسواها من التنظيمات ، أبرز تلك التساؤلات وأشدها إلحاحاً يتعلق بالوضع داخل المملكة .. هل حينما تحرك هؤلاء الإرهابيون باتجاه الحدود .. كان بدافع ذاتي منهم ؟ يعني .. بسبب حالة اليأس التي تمكنت من قلوبهم كل هذه السنوات وهم مشردون في العراء كالكلاب الضالة فاندفعوا بكل بؤس وقنوط نحو الحدود السعودية وهم يعلمون أنهم سيفشلون وأن مصيرهم الهلاك .. أم أن هناك من كان ينتظرهم بالداخل وأعطى لهم إشارة التحرك ؟ ثم ما سر هذا التوقيت ؟ هل هو إحياء لذكرى محاولة اغتيال سمو وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف قبل سنوات كما يقول البعض أم كان من أجل حسابات أخرى لها على علاقة بالأقاليم والأحداث المتلاحقة حولنا ؟.
أعتقد أن تطورات تنظيم داعش الناجحة ( من وجهة نظر تلك التنظيمات ) والحصار المحكم على قيادات تنظيم القاعدة في اليمن منذ أواخر عام 2003م أفقد الأخيرة وعيها ، خاصة بعد أن تحولت المسألة من فكرة جهاد وقتال للكفار والمرتدين إلى فكرة سيطرة وسلطة وخلافة ؟ أظن تنظيم القاعدة شعر أن جهوده طيلة العقود الماضية ذهبت سدى بعد أن فجرها البغدادي مدوية في الموصل قبل أيام .. دولة الخلافة . هذا الإعلان فرض خيارين جديدين أمام تنظيم القاعدة .. إما إعلان البيعة والانضواء تحت لواء الخليفة الجديد أو إعادة السيطرة من جديد على سائر المشهد برمته ، وبالطبع لن يتم ذلك إلا من خلال تهديد السعودية أو على الأقل بعض القرى والهجر فيها وفق الطريقة الداعشية بين سوريا والعراق ما يخلق حالة توهم لدى بقية التنظيمات بأن القاعدة عادت لإدارة الساحة من جديد .. ليس من أفغانستان أو اليمن أو الصومال هذه المرة .. إنما من قلب العالم الإسلامي .. المملكة العربية السعودية ، لكن الله تعالى أفشلهم وفضحهم وأخزاهم على أيدي جنودنا البواسل ولسان حالهم يقول : السعودية ليست كالعراق وسوريا .. أيها الأوباش .. ليس فينا من يبيع وطنه .. أو يساوم على أمنه وسلامة أرضه وحكومته وشعبه ، عودوا لمن اخترتم الانقياد له أذلة صاغرين واعلموا أن .. الوطن بعيد عن شواربكم.
التصنيف: